أكثر من عشرين قتيلا لتنظيم "داعش" في "درنة" كشف محمد الصائم مساعد آمر الكتيبة 116 التابعة للجيش الوطني النقاب عن استعداد حثيث لميليشيات المؤتمر الوطني منتهي الولاية لخوض حرب جديدة خلال الأيام القادمة. وقال الصائم إن أرتالا من المقاتلين والعتاد العسكري وصلت خلال لمدينة صبراتة غرب العاصمة التي تسيطر عليها ميليشيات إرهابية. وأضاف أن الميليشيات التي أطلقت على عمليتها القادمة اسم "عملية الصمود" بقيادة صلاح بادي والتي استعرضت قوتها خلال الأسابيع الماضية بالعاصمة طرابلس جهزت حتى الآن ثلاثة مستشفيات ميدانية في وادي الربيع بالعاصمة طرابلس، وآخر بالقرب من مطار طرابلس. وقال إن مهندسين أشرفوا على إصلاح طائرة من نوع ميغ 23 لاستخدامها ضمن عمليتهم القادمة. وكشف الصائم عن وصول أعداد من مقاتلي "داعش" إلى طرابلس عبر مطار امعيتيقة في رحلتين، يوم الثلاثاء الماضي، صباحا استعدادا لإطلاق حملة عسكرية سيكون هدفها استرجاع مدن رقدالين والجميل والعجيلات. وكان تنظيم "داعش" أعلن قبل أيام عبر صفحاته عن قرب إطلاق ولاية جديدة تابعة لتنظيم "داعش" تنطلق عمليتها الحربية من مدينة صبراتة. ويشار إلى أن المؤتمر الوطني منتهي الولاية رفض الانضمام إلى جلسات الحوار الأخيرة التي أفضت إلى توقيع اتفاق سياسي ليبي يجمع الفرقاء في البلاد، وهدد قادة تابعين للمؤتمر من بينهم صلاح بادي وعبد الرحمن السويحلي بإطلاق حملة عسكرية لاسترجاع ما فقده جراء تقدم قوات الجيش الوطني خلال الأشهر الماضية باتجاه العاصمة. وفي الأثناء، تحدثت السفيرة الأمريكية السابقة لدى ليبيا ديبورا جونز بتفاؤل حذر ينبع من ثقة كبيرة بالليبيين وقدرتهم على التوصل إلى اتفاق وحكومة توافق". وقالت جونز في حديث إلى جريدة "الحياة" اللندنية إن "تعاضد الميليشيات يشكل تحدياً بارزاً أمام أي حكومة مقبلة، وأبدت أسفها لحكم الإعدام الصادر بحق سيف الاسلام القذافي". وعبرت جونز عن قلق من تصريحات للفريق خليفة حفتر، وقالت "كنا واضحين جداً بأن خطابه مثير للقلق، لجهة قوله ان الجيش لن يخضع للقوانين المدنية، وهذا أمر نعارضه بالكامل". ووصفت حفتر بأنه "شخص مثير للإشكال ورصيده موضع جدل". وأشارت جونز التي عملت سفيرة لبلادها في ليبيا منذ 2013 إلى أن تشكيل مجلس الدولة وتوزيع صلاحياته ودوره "من بين النقاط العالقة في اتفاق الصخيرات إلا أن الحوار هيأ لمجموعة مبادئ، لبناء دولة مدنية وهذه المرة الأولى التي تتوصل ليبيا إلى هكذا وثيقة" المنبثقة عن الحوار. وأضافت أن هذه الوثيقة "ليست كتاباً أخضر ولا وثيقة دولية، بل ليبية كتبها ليبيون وتناقشوا حولها، وفيها خريطة طريق لحكومة توافق، لبناء الدولة". من ناحية أخرى، أكدت مصادر عسكرية في مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها أن عدد قتلى تنظيم "داعش" خلال يومين من الاشتباكات بين الطرفين في أطراف مدينة درنة شرقي ليبيا ناهز العشرين، في حين تحدثت مصادر أخرى عن خسائر أكبر في الأرواح. وانتشل الهلال الأحمر في درنة عددا من الجثث في منطقة الكورفات ومفترق بوابتي الشلال والحيلة التي باتت قوات مجلس شورى مجاهدي درنة تسيطر عليها بعد تراجع عناصر التنظيم إلى منطقة "الفتائح" شرقا. وأضافت المصادر أن قوات المجلس لا تزال تحاصر المسلحين التابعين لتنظيم "داعش" في مناطق جبلية شرقي المدينة. وحسب المصادر نفسها؛ فإن الحصار يأتي من ثلاثة محاور، بينما تستمر الاشتباكات المتقطعة التي تستخدم فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة وتسمع أصداؤها في أرجاء المدينة.