في الوقت الذي دعا فيه العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، إلى التحقيق في حادث التدافع الذي وقع صباح الخميس في منى وتقديم النتائج في أسرع وقت، بدأت تطفو على السطح بعض الأصوات التي تشير إلى أن الحادث الذي راح ضحيته 717 حاجا واصابة 863 أخرين وقع بفعل فاعل. تصريحات السلطات السعودية، أكدت على أن الحادث نتج عن تدافع الحجاج، وهو جعل العديد من المغردين السعودين يوجهون أصابع الإتهام إلى إيران، خاصة بعد أن بادرت الأخيرة بتوجيه تهمة الإهمال إلى المملكة العربية السعودية. ومع تصاعد التصريحات الإيرانية التي وصلت إلى حد دعوة المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي الحكومة السعودية إلى تحمل مسؤوليتها الثقيلة، تحدث أكاديميون ومغردون سعوديون عن إمكانية وقوع الحادث بفعل فاعل. بعض المغردين إعتمد في اتهامه على أن الحجاج الإيرانين ساروا في الطريق المواجه للمتجهين إلى منى مما تسبب في عرقلة السير والتسبب في عمليه التدافع. مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية الدكتور أنور العشقي ألمح في تصريحات صحفية إلى إحتمالية وقوع الحادث بفعل فاعل وقال" الحادث خارج عن الإرادة ومن المحتمل أن يكون بفعل فاعل". وأضاف "المواطن السعودي يشك بشكل كبير بوجود أيدي عابثة قد تسببت بالحادث، خاصة مع حملة التسييس الإعلامي للحادث، مدركاً في الوقت نفسه ثقة المواطن السعودي التامة بأن الله ينكل بكل يد عبثت بسلامة الحج والحجيج". وأشار إلى أن هناك استفهام كبير عن الحادث وعن الجموع المخالفة التي جاءت من الشارع 223، والتي اصطدمت بجموع الشارع 204 عند ملتقى الشارعين. وتساءل العشقي "من أين جاء القتلى الإيرانيون في الوقت الذي لم يكن بين جموع الشارع 204 أي إيراني، مشيراً إلى أن هذا الاستفهام الكبير ستجيب عنه السلطات السعودية بعد صدور النتائج الأولية من تحقيقات اللجنة التي تم تشكيلها، والتي من المحتمل أن تصدر بيانها خلال يومين أو ثلاثة، إلى جانب نتائج أخرى ستصدر خلال أسابيع قليلة. سلمان الدوسري رئيس تحرير الشرق الأوسط غرد على تويتر معبراً عن استيائه من استغلال البعض للحادثة واصفاً هذا الفعل بالخيانة التي لا تغتفر. ودشن السعوديون هاشتاجا تحت اسم "إيران تقتل الحجاج" عبروا من خلاله عن ثقتهم في وجود الأيادي الخفية الإيرانية الساعية وراء أي مكروه يصيب المسلمين. وذكر تقرير لموقع صحيفة "سبق" السعودية، عن شهود عيان من موقع حدوث التدافع في منى ، أن حجاجًا إيرانيين يقفون وراء عمليات التدافع هذه. وجاء في تقرير "سبق"، "تتوالى روايات شهود العيان من موقع حادثة التدافع، فبعد روايات السير المعاكس والتدافع القوي هربًا من الدهس، كشفت معلومات أن الحادثة تزامنت مع اندفاع حملات حجاج ضخمة للإيرانيين عبر طريق سوق العرب؛ حيث رفضوا العودة، قبل حدوث الكارثة، وفقًا لشهود عيان تحدثوا ل«سبق".. وفي رواية مشابهة قال مسؤول إحدى الحملات إن الحجاج الإيرانيين لم يستمعوا للتوجيهات وتجاهلوها وتصادموا معنا وكانوا يصرخون بشعارات قبل حادثة التدافع". من جهته، قال علي عسكر، مسؤول بعثة الحج الإيرانية: "إن السلطات السعودية لم تتمكن بعد من إخراج جثث الحجاج المتوفين في الحادث الذي وقع بمشعر منى.. الجانب السعودي يمنع المتصدين الإيرانيين من الاقتراب إلى مكان الحادث للتعرف على الجرحى، متسائلًا ما هذا النوع من الخدمة التي تقدمها السعودية؟". ويذكر أن هذه الأنباء تأتي في الوقت الذي فتحت فيه السلطات السعودية تحقيقًا للوقوف على أسباب الحادثة.