رفع النائب عن حزب الكرامة محمد الداوي مساءلته إلى وزيرة التربية الوطنية تضمن تحميل جزء من المسؤولية في قضية العنف المتفشي في المؤسسات التربوية إلى وزيرة القطاع، حيث بنى المعني سؤاله عن جريمة القتل التي راح ضحيتها طالب ثانوي في السويدانية قبل أيام، ومقتل أستاذ جامعي على يد طالب. وقال الدواي في نص سؤاله إلى مسؤولة القطاع "إن مؤسساتنا تشهد وتيرة عنف متزايد، نتيجة للتطورات التي عرفتها المنظومة التربوية"، وتوقع المعني تصاعد حدة العنف في المحيط المدرسي والجامعي. وطالب المعني من الوزيرة توضيح الإجراءات التي ستتخذها الوزارة للحد من ظاهرة العنف، وشدد على أن تكون الإجراءات مبنية على أسس علمية اجتماعية لتشخيص الظاهرة. وكانت الوزيرة غداة حادثة القتل التي جرت في محيط ثانوية السويدانية، التي هزت الرأي العام، قد دعت جميع العاملين والقائمين على العمل التربوي وكذا المجتمع المدني إلى ضرورة تكاتف الجهود لنبذ اللجوء إلى العنف كوسيلة لحل النزاعات خاصة في وسط الشباب، وذلك من خلال تنمية ثقافة الحوار واحترام الغير على خلفية مقتل طالب ثانوي على أعتاب ثانوية بالسويدانية بالعاصمة. وتشهد المدرسة الجزائرية بصفة عامة حالات عنف متكررة جعلت القائمين على القطاع وجمعيات أولياء التلاميذ يدقون ناقوس الخطر بعد تزايد وتيرته داخل أسوار المؤسسات التربوية. مما يعكس فشل الإجراءات المتخذة سواء على المستوى الأمني أو على مستوى مسؤولي القطاع، وكانت دراسة أعدها مجلس ثانويات العاصمة قد أشارت إلى ارتفاع عدد حالات اختطاف الأطفال في المدارس، وكذا انتشار ظاهرة العنف التي استشرت عبر عديد مدارس الوطن، التي وصلت إلى حد القتل والاختطاف من أمام أبواب المؤسسات. وأشارت ذات الدراسة إلى أن أغلب حالات العنف تسجل في المدن الكبرى، خاصة بولايتي وهران والجزائر العاصمة، بما يعادل 20 في المائة من إجمالي مجموع حالات الاعتداء المسجلة في كل القطر الوطني. وتشير الدراسة إلى أن 55 بالمائة من حالات الاعتداء اللفظي والجسدي أدت إلى عنف جسدي تسبب في إصابات وجروح وحتى حالات وفاة، راح ضحيتها تلاميذ من مختلف الأعمار، داخل المؤسسات التربوية، مقابل 45 بالمائة من الحالات التي تسجل في محيط هذه المؤسسات، وتسجيل أغلبية حالات العنف بالمدارس الواقعة داخل النسيج الحضري، بنسبة تعادل 74 في المائة، في حين وصلت نسبة الحالات المسجلة في المناطق الريفية إلى 26 في المائة. كما تطرقت الدراسة إلى قضية المخدرات التي أصبحت في ارتفاع مستمر، حيث يتم تسجيل ارتفاع نسبة استهلاك المخدرات من قبل بعض المتمدرسين المتفاوتة أعمارهم.