تستعرض اليوم، محكمة جنايات العاصمة، مجددا، قضية العائد من معتقل غوانتامو، أحمد بلباشا، المكنى "أبو دجانة"، بعد قبول المحكمة العليا الطعن بالنقض الذي تقدمت به النيابة العامة بعد نيله براءته من الانخراط في جماعة إرهابية تنشط بالخارج، بعدما التمس له النائب العام 12 سنة سجنا نافذا خلال مجريات الدورة الجنائية الماضية. أحمد بلباشا البالغ من العمر 45 سنة وهو أعزب، ستجرى محاكمته للمرة الثانية بحجة أنه كان عضوا في صفوف المقاتلين بأفغانستان وقد صدر في حقه أمر بالقبض الدولي في جانفي 2004 من قبل قاضي التحقيق الغرفة التاسعة لدى محكمة سيدي امحمد بالعاصمة، وهو الفعل الذي سبق له أن فنده خلال مثوله للمحاكمة في الدورة الجنائية السابقة، حيث أكد بأنه توجه إلى أفغانستان في إطار العمل مع الجمعية الدولية الخيرية للأمير السعودي، الوليد بن طلال شهر أوت 2001، مقابل أجرة شهرية قيمتها 3 آلاف دولار، وهو العرض الذي تلقاه أثناء تواجده ببريطانيا التي قصدها سنة 1999 لدى مغادرته أرض الوطن في نفس السنة نحو فرنسا بموجب جواز سفر وتأشيرة قانونية، حيث كان يعمل ببريطانيا في مجال الفندقة مقابل أجرة شهرية قيمتها 540 باوند، إلى أن تلقى عرض الجمعية الخيرية فوافق عليه لما فيه من إغراء مادي، ودخل أفغانستان وقام بمهامه كمحاسب وفق منهج الجمعية الخيرية دون أن يتدخل في أمور تحديد هوية المستفيد، حيث كانت الجمعية تمنح الأرامل مبالغ مالية وللعائلات الفقيرة والمعوزة مؤونات غذائية وألبسة. وأضاف أنه وبعد انتهاء مهامه التي لم تتجاوز مدة شهر، توجه رفقة وفد الجمعية الخيرية إلى باكستان التي اتخذوها كنقطة عبور للعودة إلى بريطانيا، وهناك تم توقيفه وتسليمه إلى الجيش الأمريكي المتواجد هناك مقابل 5 آلاف دولار أمريكي وتلفيق له كنية "أبو دجانة"، وهو ما حدث، حسب تصريحه، مع العديد من العرب الذين وجد فيهم الباكستانيون مصدرا للثراء، ومن ثمة تم سماعه واستنطاقه ومن معه من قبل مصالح المخابرات الأمريكية "سي آي آي" ونقلهم إلى قندهار، حيث توجد هناك قاعدة للجيش الأمريكي التي قضى فيها نحو شهرين قبل أن يتم نقله إلى معتقل العار "غوانتانامو" بكوبا، حيث عايش فيه شتى أنواع التعذيب والتنكيل ليفرج عنه من قبل اللجنة العسكرية الأمريكية المناوبة بالمعتقل بعد انقضاء 15 شهرا، ويرحل بعدها إلى الجزائر.