اللقاءات جرت دون التنسيق بين أمين عام الأفلان والوزير الأول يقوم هذه الأيام، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، بزيارات لأعضاء حكومة سلال 4 بمكاتبهم، صنفها مقربون من زعيم الأفلان بأنها تندرج ضمن الزيارات "الودية" قبل عرض قانون المالية على البرلمان، فيما أدرجتها مصادر أخرى بأنها "زيارات جس النبض" والتعارف وتبادل الأفكار تندرج في خانة سياسية لم يحدد بعد مربعها السياسي ، بين وزراء حقائبهم ثقيلة وأمين عام أكبر تشكيلة سياسية بالبلاد، لكن الملاحظ في هذه الزيارات أنه لم يسبقها تنسيق بين الأمين العام للجبهة والوزير الأول عبد المالك سلال. رئيس المجلس الشعبي الوطني السابق قام عشية الأربعاء بلقاء وزير التجارة "بختي بلعايب" ودام اللقاء أكثر من 3 ساعات بمكتب هذا الأخير، والمؤكد في هذا، أن الزيارة لم تكن رسمية، بقدر ما كانت ودية، بين زعيم الجبهة ومسؤول قطاع التجارة بالحكومة. ورغم أنه لم يتسرب أي شيء رسمي عن جدول أعمال لقاء "سعداني وبلعايب"، إلا أن ألسن غير بريئة ذهبت للتكهن بأن لقاء أمين عام الأفلان مع وزير التجارة المخضرم يندرج ضمن وفاق معين بين الرجلين وهذا الوفاق ليس بعيدا عن دور قد يكون لبختي بلعايب بعد التغير الحكومي الذي كثر الحديث عنه في "السر" خاصة من طرف بعض المحسوبين على الجبهة "والذين لا يتوانون عن الترويج بأن أيام سلال أصبحت معدودة على رأس الحكومة وأن التغيير أتى بعد التعديل الدستوري المرتقب ولا مكانة لابن قسنطينة في الحكومة الجديدة المرتقبة. غير أن مقربين من سعداني يؤكدون أن لقاء أمين عام الجبهة مع الوزراء لا يجب أن يخرج عن مكانه الطبيعي وهو لقاء ودي يدخل ضمن أجندة الأمين العام للعتيد الذي يسعى لمعرفة تفاصيل قانون المالية لعام 2016 وعرض اقتراحات حزب الأغلبية ضمن هذا الإطار، خاصة أن وزارة التجارة تعتبر قطاعا هاما وحيويا وحزب الأفلان يملك الأغلبية البرلمانية، مما يستوجب التنسيق بين المحافظ السابق للوادي وبعض الوزراء، ما يستوجب على الأمين العام للأفلان أن يكون متابعا لكل كبيرة وصغيرة لما يريد عرضه "بلعايب" ضمن قانون المالية للعام الجديد الذي يخص قطاعه، حتى يصدر تعليماته لنواب الحزب بالمصادقة عليها أو المطالبة بتعديلها. وكان للأمين العام للأفلان لقاء آخر مطول عشية الخميس مع وزير الطاقة "صالح خبري" ودام الاجتماع ما يقارب 3 ساعات، ومن الممكن أن يبرمج سعداني لقاءات أخرى قريبا مع أعضاء الحكومة في مكاتبهم، حتى ينسق معهم ضمن لقاءات "ودية" لكنها دون تنسيق مع الرجل الأول في الحكومة، مما يجعلها بنظر المتابعين لقاءات تحمل بين طياتها "شيئا ما" ستتضح معالمه مع الوقت. تجدر الإشارة إلى أن زعيم الجبهة سيشرف اليوم على الانتخابات التمهيدية ل"السينا" الخاصة بالعاصمة.