يلتقي اليوم، بمقر الأفلان بالعاصمة، وفد من حزب جبهة التحرير الوطني، بقيادة الأمين العام عمار سعداني، وفدا جبهة القوى الاشتراكية )الأفافاس( بقيادة أمينها العام محمد نبو، في لقاء سياسي هام، تجسيدا لمسعى التشاور والتنسيق بين الأحزاب السياسية الذي دعا إليه الأمين العام للحزب في أكثر من مناسبة. سيكون مقر حزب جبهة التحرير الوطني، على الساعة الثانية زوالا، من نهار اليوم، على موعد سياسي هام، يجمع الأفلان وهو صاحب الأغلبية البرلمانية والقوة السياسية الأولى في البلاد، بالأفافاس أعرق حزب معارض في الجزائر، في لقاء يتدارس فيه الطرفان الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد. وتأتي هذه الخطوة بعد استجابة من قيادة الأفافاس للدعوة التي وجهها الأمين العام للأفلان، عمار سعداني، إلى مختلف مكونات الطبقة السياسية معارضة كانت أم موالاة، حيث سيسمح اللقاء بتقريب وجهات النظر بين الطرفين، بما يسهل من تحقيق الإجماع حول مشروع تعديل الدستور الذي أقره رئيس الجمهورية. وحسب عضو المكتب السياسي للأفلان، المكلف بالإعلام، السعيد بوحجة، فإنه لم يتم تحديد جدول أعمال يقيد أشغال هذا اللقاء، حيث سيكون النقاش مفتوحا بين الطرفين، وقد أشار بيان يحمل توقيع بوحجة أن هذا اللقاء يدخل في »إطار التشاور والتنسيق بين الأحزاب، ستلتقي قيادة حزب جبهة التحرير الوطني برئاسة الأمين العام وفدا عن قيادة جبهة القوى الاشتراكية برئاسة أمينها العام«. ومن هذا المنطلق فإن هذا اللقاء يعتبر مؤشرا على وجود نية صادقة بين الطرفين، خاصة وأن الأمين العام للأفلان لم يخف احترامه لمواقف الافافاس ونضالاته في سبيل تحقيق التغيير في الجزائر، ومن جهة أخرى يسعى الافافاس لإقناع أكبر عدد ممكن من الأطراف لإنجاح لقاء التوافق وطني الذي يسعى إلى تحقيقه. ويعد اللقاء تجسيدا لمضمون الرسالة التي بعث بها الأمين العام للأفلان عمار سعداني، إلى الزعيم التاريخي للأفافاس حسين آيت أحمد، حين عرض عليه مبادرة سياسية، تهدف إلى التشاور والتناصح بين حزبي الأفلان والأفافاس، من أجل »رفع تحديات التنمية الوطنية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وحماية البلاد من المخاطر متعددة الأشكال التي تتربص بها«. وبعث الأمين العام رسالة إلى آيت أحمد، دعاه فيها باسمه الخاص وباسم كل مناضلي الأفلان من أجل »الإحساس بالواجب الذي كان أساسا لعملكم دوما، قصد البقاء معنا والالتحاق بالديناميكية السياسية التي تفعم بها البلاد من أجل حشد وتجنيد صفوف أولائك الذين يحبون وطنهم«، ودعا أمين عام الأفلان إلى عقد لقاء» في أقرب الآجال التي قد تتوافق وجدول أعمالكم، مع فرص الاستفادة من نصائحكم ومن حكمتكم وتجربتكم«.