"المشير" لم يسلم من الانتقاد حتى من "أذرعه الإعلامية" يعيش الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أياما لا يحسد عليها، يشكو فيها بانفعال جفاء أذرعه الإعلامية وخروجها عن النص حين تشرح له هذه الأذرع تململ أنصاره الذي لا يريد السيسي على ما يبدو الاعتراف به، فيما هو يمد يده إلى الخارج طلبا لاعتراف دولي لا يكاد يسعفه وخصوصا بعد الحرج الكبير الذي سببه سقوط الطائرة الروسية في سيناء. وتجرأت غير واحدة من هذه "الأذرع الإعلامية" -وهو تعبير استخدمه السيسي لوصفها- على انتقاد "الفشل" الذي يرونه في إدارة كافة الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية، وكان غرق الإسكندرية ومدن أخرى بالوجه البحري لمصر القشة التي قصمت ظهورهم. وكان آخر المنتقدين في قائمة طويلة، مذيعة في قناة "القاهرة" التابعة للتلفزيون المصري الرسمي طالبت خلال غرق الإسكندرية بمحاسبة المسؤولين عن الفساد في المحليات، من أصغرهم وحتى السيسي. وضاق صدر النظام بهذا الانتقاد الذي أذيع على قناة ليست معروفة بكثرة مشاهديها، فتم إيقافها عن العمل وإحالتها للتحقيق ل"خروجها عن النص، وإبداء رأيها"، وفق ما ذكرت وسائل إعلام مصرية. وفي الأثناء، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر خلال الأيام الأخيرة بعدة وسوم ترثي فشل النظام السياسي في إدارة ملفات الأزمة التي تغرق فيها البلاد، واعتبر الشباب الغاضب على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن "الفشل" أصبح عنوان المرحلة الحالية، حيث تعجز السلطة عن إيجاد حلول حقيقية للأزمات الحالية. وأصبح رحيل السيسي أحد العناوين البارزة في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث جاءت وسوم "#إرحل_يافاشل" و"#كبيرة_عليك" و"#السيسي_اتهزأ_يارجالة" في سياق الرفض المتنامي لبقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في سدة الحكم، بعد أن تحول عهده -وفق مغردين- إلى منظومة من الفشل المتتالي، وإسهامه المستمر في تراكم المشاكل لا حلها وفق قولهم. وكان "فشل زيارة بريطانيا" وفق مغردين ملمحا هاما في "مسيرة الفشل السياسي"، حيث واجه السيسي إخفاقات متعددة في زيارته كان أهمها ملف الطائرة الروسية، فقد رصد مغردون التراشق بالتصريحات بين المسؤولين البريطانيين والمصريين حول الحادثة، والغضب المصري من استباق المسؤولين البريطانيين لنتائج التحقيق وترجيح فرضية العمل الإرهابي. وفيما يتعلق بالطائرة الروسية وتداعياتها، سخر مغردون من انشغال المخابرات الحربية والنيابات العسكرية في اعتقال الصحفيين والتحقيق معهم كما حدث مع الصحفي حسام بهجت، في حين تفشل هذه الأجهزة الاستخبارية في إيقاف موجات العنف المتصاعد في سيناء والتي كان آخرها سقوط الطائرة الروسية التي تذهب كل الترجيحات إلى تعرضها لتفجير في الجو.