أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، أنه لا يمكن العودة إلى المفاوضات المباشرة والثنائية مع الجانب الإسرائيلي، في ظل انسدادا أفق العملية السياسية وتخلي إسرائيل عن فكرة حل الدولتين. وأضاف مجدلاني، خلال كلمة ألقاها في الوقفة التضامنية التي نظمتها وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أن القضية الفلسطينية تواجه اليوم "مرحلة تاريخية وصعبة" والجميع مدعو للمشاركة ولعب دور فعال في هذه المعركة، مؤكدا أنه "لم يعد ممكنا العودة إلى المفاوضات في ظل استمرار الاستيطان واحتجاز الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين"، مبرزا أن هناك متطلبات رئيسية على الحكومة الإسرائيلية إنجازها وتحقيقها قبل الخوض في أية مفاوضات". وأبرز ممثل منظمة التحرير أن الحكومة الإسرائيلية الراهنة وتلك التي سبقتها عملت كل ما من شأنه لإنهاء حل الدولتين، وهذه الحكومة في خطتها لسنة 2020 وضعت إستراتيجية قائمة على "تهويد القدس ورفع عدد المستوطنين من اجل تحويل طابع الصراع إلى صراع سكاني ما بين اليهود والفلسطينيين". كما تحدث مجدلاني عن "فشل" الإدارة الأمريكية في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي باعتباره الراعي الوحيد للقضية، مبرزا أنها (الولاياتالمتحدةالأمريكية) لم تكتف فقط بأنها "لم تقم بدورها كراعي نزيه لهذه القضية، إنما قامت أيضا بمنع أي تدخل دولي شريك فيها وواصلت الانحياز المكشوف للمخططات الاستعمارية الإسرائيلية"، مضيفا "كان واضحا لدينا أن الهوامش البسيطة والضيقة ما بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية الحالية تلاشت لحد التطابق في العديد من الرؤى". وقد توصلت القيادة الفلسطينية في ظل هذا "الانسداد في العملية السياسية" بعد تخلي إسرائيل والولاياتالمتحدة عن حل الدولتين، إلى ثلاثة استنتاجات لخصها مجدلاني في أنه "لا يمكن العودة إلى المفاوضات المباشرة والثنائية بالصيغة السابقة القائمة على الرعاية الأمريكية المنفردة والمنحازة لإسرائيل". وأكد الممثل الفلسطيني أن القيادة الفلسطينية "لن تبقى الوحيدة الملتزمة بتطبيق الاتفاق الانتقالي مادامت إسرائيل غير ملتزمة بتطبيق هذا الاتفاق، وبالتالي سنعتبر الاتفاقيات معلقة وغير قابلة للتطبيق"، إلى أن يتم التوازن في تطبيق ما تم الاتفاق عليه على قاعدة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وقال مجدلاني إن صمود الشعب الفلسطيني على أرضه يعد في الوقت الراهن قضية "في غاية الأهمية"، مشددا على أن المرحلة المقبلة تفرض على كل المكونات السياسية والاجتماعية الفلسطينية توحيد الصف.