تحقيقات واسعة في محتوى رسالة منسوبة لدروكدال تدمير 13 مخبأ سريا للإرهابيين في سكيكدة وباتنة تمكنت قوات الجيش من إحباط مخطط إرهابي لتنفيذ عمليات انتحارية تستهدف منشآت أمنية وعسكرية حساسة، إضافة لهيئات حكومية ودستورية بينها مقر البرلمان في قلب العاصمة. وكشفت مصادر عليمة أن الأجهزة الأمنية المكلّفة بمكافحة الإرهاب عثرت على رسالة منسوبة لزعيم تنظيم ما يسمى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" ، عبد المالك دروكدال، إلى أحد أعوانه يأمره فيها بوضع آخر اللمسات على مخططه انطلاقا من ولايتي تيزي وزو وبومرداس. كما نجحت في اختراق اتصالات إلكترونية لأمير إرهابي وحدّدت من خلالها مكان تخزين متفجرات وأحزمة ناسفة قريبة من مركز تدريب سرّي للإرهابيين في مرتفعات قرية سيدي داود في بومرداس. وأعلنت مساء أمس الأول وزارة الدفاع الوطني في بيان مقتضب ضبط قوات تابعة للجيش، 16 قنطارا (1600 كيلوغرام) من المتفجرات. وقالت الوزارة في بيان بحوزة "البلاد" نسخة منه، أنّه "في إطار مكافحة الإرهاب، تمكنت فرقة من الجيش الوطني الشعبي، تابعة للقطاع العملياتي لولاية بومرداس، مساء أمس الأول، من اكتشاف 16 قنطارا، أي ما يعادل (1600 كيلوغرام) من المواد المتفجرة في منطقة (سيدي داود) المجاورة لشرقي الجزائر العاصمة". ولم تقدم الوزارة أية معلومات حول الجهة المسؤولة عن تخزين هذه المواد المتفجرة، لكن ولاية بومرداس تعرف أنها منطقة نشاط لعناصر ما يسمى تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وكتائب وسرايا إرهابية أخرى ومنها "جند الخلافة" الذي يتلقى منذ ديسمبر من السنة الماضية ضربات موجعة استهدفت الصفوف الأولى من قياداته. وذكرت مصادر أمنية ل«البلاد" أن الكمية غير المسبوقة من مخزون المواد المتفجّرة القريبة من مركز تدريب سرّي تم تدميره بالمنطقة كانت ربّما ستوجّه لتنفيذ عمليات انتحارية في الجزائر العاصمة وخمس ولايات من الوسط قريبة من ولاية بومرداس. وتم العثور على مخزن المتفجّرات في عملية استباقية متزامنة مع حملة تمشيط واسعة، حيث تم استرجاع حزام ناسف وقذائف يدوية وعبوتين ناسفتين لتفخيخ السيارات ومواد سريعة الالتهاب، إضافة إلى صواعق وخراطيش. وبينت التحريات الأولية وفقا لرسالة منسوبة لزعيم ما يسمى "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي" وخرائط جغرافية وأجهزة تحديد المواقع، أن الارهابيين أرادوا استغلال الأسلحة والذخيرة في عمليات تخريب تمس أمن وسلامة البلاد دون أن يتم تحديد أهدافا للهجمات التي كان يجري الإعداد لها، لكن معطيات استخباراتية حصلت عليها القيادة العسكرية تشير إلى أن هيئات أمنية ومواقع عسكرية حساسة وهيئات دستورية بينها مقر المجلس الشعبي الوطني على رأس أهداف المجموعة الارهابية، خاصة بعد رصد تحركات مشبوهة لعناصرها التي تتحرك على محور مثلث الموت المعروف بأنه أبرز معاقل الإرهاب خلال فترة التسعينات التي شهدت عمليات اغتيال وتفجيرات دموية عديدة. من جهة أخرى، تمكنت مفارز للجيش الوطني الشعبي تابعة لكل من القطاعين العملياتيين لباتنة وسكيكدة بإقليم الناحية العسكرية الخامسة من كشف وتدمير 13 مخبأ مهيأ ومدفع تقليدي الصنع وقنبلتين تقليديتين.