سجلت الحصيلة الأمنية، في الأسبوع الأول من شهر رمضان، استمرارا في التقلص الواضح لدائرة العنف وسط البلاد، مقابل تحركات ولو أن بعضها لا تتصل جغرافيا بالجزائر، لجماعات إرهابية في الساحل الصحراوي، وتتصف الجبهة الأمنية بعمليات تمشيط ومتابعات لشبكات الإسناد، في حين توارى عناصر التنظيم عن المواجهة المباشرة بعد محاولات لعمليات انتحارية قبل رمضان وصفت بالفاشلة. في رمضان الماضي، كان الوضع الأمني يشهد أحسن فتراته منذ عشرية كاملة تقريبا، ويمكن القول عن الحصيلة الأمنية للأسبوع الأول من رمضان الحالي، بأنها استمرار في محاصرة النشاط الإرهابي، رغم حالة التأهب القصوى حتى قبل بداية الشهر الفضيل قياسا لمحاولات تنظيم ''القاعدة'' العودة بعمليات نوعية من تنفيذ عناصر نوعية أيضا وفي شهر ليس ككل الشهور، ومع ذلك فإن الأيام السبعة الأولى من الشهر لم تشهد اعتداءات إرهابية واضحة سواء ضد الجيش أو الشرطة أو المدنيين. وفي الشريط الأمني للأسبوع الأول من رمضان، تتنوع التقارير بين القضاء على إرهابيين وتوقيفهم، أو تسليم أنفسهم، وتنفيذ عمليات تمشيط وتفكيك شبكات إسناد وتفكيك قنابل وتدمير كازمات. ودائما تبقى منطقة الوسط (الثانية في هيكل القاعدة) الأكثر نشاطا أمنيا بحكم تموقع الصفوف المقاتلة لتنظيم ''القاعدة'' عبرها. وقد تمكنت، السبت الماضي، قوات الأمن من إلقاء القبض على إرهابى ببلدية دلس المحسوبة على منطقة الوسط، على مستوى غابة ميزرانة. وهو شاب فى مقتبل العمر. وفي ولاية تبسة سلم عنصران إرهابيان ناشطان ببئر العاتر، جنوب الولاية نفسيهما بمعية قطعتي سلاح كانتا بحوزتهما، وأفيد بأن أحد المسلحين التحق بالجماعات الإرهابية منذ بداية التسعينيات. وبمنطقة بغلية، تمكنت قوات الأمن من تفكيك شبكة دعم للإرهاب. وأشارت مصادر أمنية إلى أن المجموعة تتكون من أربعة أفراد، كانت تنشط على مستوى مناطق شرق ولاية بومرداس. كما تمكنت قوات الأمن ببلدية دلس من تفكيك شبكة لدعم وإسناد الإرهاب، تتكون من 3 أشخاص كانوا يقدمون المؤونة للجماعات الإرهابية الناشطة بذات المنطقة والمنضوية تحت لواء كتيبة الأنصار. أكما جرى في الأسبوع الأول من رمضان تفكيك شبكة دعم وإسناد للجماعات الإرهابية على مستوى بلدية الثنية عقب إحباط عملية انتحارية كانت جماعة إرهابية تسعى لتنفيذها باستعمال أحزمة ناسفة في وسط العاصمة. وكشفت عمليات التمشيط أن تنظيم ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' كان يحضر نفسه لعميات استعراضية، بالتدقيق في نوع الذخيرة والأسلحة المسترجعة، بينها كثير من الأحزمة الناسفة والمواد المستعملة في حشو مركبات مجهزة للتفجير. فقد قامت قوات الجيش الوطني الشعبي بتدمير ورشة لصناعة المواد المتفجرة بالمكان المسمى لعزايب بضواحي مدينة تيفزيرت في تيزي وزو. وعثرت قوات الجيش على ثلاثة مخابئ حولت إلى ورشات لصنع المواد المتفجرة واستعمالها في صناعة الألغام المستعملة في الاعتداءات الإرهابية، كما دمرت قوات الأمن المشتركة عدة مخابئ بمنطقة أولاد علي بالثنية جنوب شرق بومرداس. كما استرجعت خلال هذه العملية، كميات معتبرة من المواد الغذائية ومواد تستعمل في صنع القنابل التقليدية. وقد تمكنت مصالح الأمن أيضا من استرجاع كميات من القنابل التقليدية وأحزمة ناسفة وذخيرة إثر اكتشاف مخبأ (كازما) يستعمل لصناعة الذخيرة من طرف مجموعة إرهابية تنشط بين ولايتي برج بوعريريج والبويرة، وتفكيك مجموعة دعم وإسناد تتكون من 5 عناصر، من بينهم إرهابي تائب.