" من قرأ حرفا فهو متعلم ومن قرأ الكتب فهو مثقف " العبارة لصحابها الأديب العالمي نجيب محفوظ ، مكتوبة على ورقة وبخط اليد لصاحب أقدم مكتبة في تونس " المكتبة العتيقة "، ومعلقة في ركن من أركانها. صحيح أن الأشياء الجميلة توجد في الأزقة الضيقة وأن الكتابات الخالدة تولد من رحم الأزقة الضيقة وأن المواضيع توجد في الأزقة الضيقة .. جريدة البلاد أول صحيفة جزائرية تزور المكتبة بحسب أمينها الحالي الأستاذ عبد العزيز الصادق ، بل وأكثر من ذلك فإن أسماء جزائرية مرت من هنا ، إذا القصص الجميلة توجد أيضا في عمق الأزقة الضيقة كما هو حال هذه المكتبة التي تزاحم في بقاءها منذ تأسيسها سنة 1895 المحلات التي رصت على طول أزقة القصبة العتيقة في قلب تونس. " المكتبة العتيقة " هي أقدم مكتبة في " الخضراء " الشقيقة ، أسسها علي بن حاج صالح العسلي قبل 120 عاما ،لكن تم الحفاظ عليها مع مرور السنين رغم وفاة صاحبها الأول ثم أولاده عائلة العسلي لتظل لأحفاده ، يقول أمين المكتبة الحالي الأستاذ عبد العزيز الصادق ل" البلاد " بأنها بقيت وستبقى ان شاء الله لأنها تعتبر رافدا من روافد العلم في تونس . وكشف أمين المكتبة الحالي بأن لقب" شيخ المكتبيين " منح لصاحب المكتبة العتيقة الشيخ صالح العسلي رحمه الله ، بحكم أنها المكتبة الأقدم في تونس التي لازالت تحافظ على أساس تواجدها " مكتبة " تباع فيها الكتب و تنشر الكتب أيضا و يجتمع فيها المثقفون ، كما أنه أي "شيخ المكتبيين" لم يحولها عن هدفهما رغم تواجدها في قلب محلات تجارية للقماش و المقاهي ، بل جعلها رافدا من روافد الثقافة في تاريخ تونس بعد أن ورثها عن والده استطاع أن ينميها ويفتح من خلالها نافذة للعلم و القراءة و التعلم أيضا بنشر الكتب التراثية وكتب الخاصة عن تاريخ تونس وتاريخ المغرب العربي وبيعها أيضا . كما منحت المكتبة على مر العقود مساحة لالتقاء الكتاب والمثقفين باستضافتها للكتاب والباحثين والعلماء وأساتذة الجامعات في حلقات دورية تقام في المكتبة رغم مساحتها الضيقة . الكتب تستذكر .. جزائريون مرو ا من هنا يلفت الباحث والكاتب في التاريخ التونسي محمد الدعسوقي في حديثه ل" البلاد " بأن من بين الجزائريين الذين مروا من المكتبة العتيقة الشاعر الراحل " مفدي زكريا " رحمه الله صاحب الياذة الجزائر كما أن المفكر العالمي الجزائري مالك بن نبي أيضا كانت له جلسات علمية و فكرية في هذا المكان حيث لقن العديد من التونسيين العلم و ناقشهم في أفكاره في عليم الاجتماع وتباحث معهم النهضة في الدول العربية فضلا عن الكثيرين من المفكرين و العلماء الجزائريين الذين كانوا يزورون جامع الزيتونة كانوا من زوار و رواد المكتبة العتيقة . أضحت المكتبة اليوم مزارا للطلاب والباحثين الجزائريين من مختلف الجامعات الجزائرية حيث يزورونها من أجل العثور على أمهات الكتب و الالتقاء بالمفكرين و محبي العلم و المعرفة كما أن تواجدها بالقرب من جامع الزيتونة العريق جعلها رافدا من روافد العلم والتقاء العلماء للنهل من المعرفة بشتى مجالاتها . كما أن المكتبة تحضر لبعث تنظيم " الرواق العلمي " مع ثلة من الأساتذة الجامعيين والأدباء والكتاب وهو منتدى تنظمه المكتبة كل يوم خميس كلقاء أسبوعي أو نشاط ثقافي لطرح قضية من قضايا المجتمع المغاربي مع الطلبة في مختلف صنوف العلم وبمشاركة من مختلف الجامعات من الجزائر و تونس و المغرب أيضا .