أثار قرار حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية المتعلق بإنزال العلم الوطني من مقره الوطني واستبداله براية سوداء جدلا كبيرا في الجزائر.وأصدرت عدة أحزاب سياسية ومنظمات وحتى اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات بيانات تنديد، ودعا بعضها إلى محاكمة مسؤولي الحزب بتهمة المساس بالرموز الوطنيةئ. وكان الأرسيدي أنزل العلم الجزائري الموجود فوق مقره الوطني الواقع بالأبيار بالعاصمة، نهاية هذا الأسبوع، ليستبدله براية سوداء، وهي خطوة يستعد الحزب لتعميمها على مقراته عبر التراب الوطني، ويقول مسؤولوه إنها طريقة اختارها الحزب للتعبير عن رفضه ''للانتخابات الرئاسية والظروف التي تحيط بهذا الاقتراعب. علما أن الحزب قرر سابقا تجميد نشاطاته إلى غاية مرور الانتخابات المقررة يوم 9 أفريل. ويعقد سعيد سعدي، اليوم، ندوة صحفية بمقر الحزب للتعبير عن مواقفه والدفاع عن حزبه. هذا وأثارت خطوة حزب سعيد سعدي سخطا وتنديدا واسعا في الأوساط السياسية، خصوصا بالنسبة لأحزاب التحالف والمنظمات المساندة للمرشح الحر عبد العزيز بوتفليقة. فيما وصفت اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات هذا العمل ب ''السخيف وأنه اعتداء على الرموز الوطنية التي ضحى من أجلها الجزائريون . أما أحزاب التحالف الرئاسي، وهي التجمع الوطني الديمقراطي، جبهة التحرير الوطني وحركة مجتمع السلم، فقد استنكرت ما أسمته مساسا بالرموز الوطنية، وذهب الأرندي بعيدا إلى حد المطالبة اباتخاد الإجراءات اللازمة لردع هؤلاء المارقين وفرض سلطان القانون ا. كما حذر الحزب الذي يقود أمينه العام الحكومة ''كل من تسول له نفسه المساس بهذه الرموز التي حثّ الدستور على تبجيلها ''. وذهبت منظمات وطنية مثل الاتحاد العام للعمال الجزائريين ومنظمة المجاهدين في نفس الاتجاه، عندما اعتبرت هذه الخطوة من الأرسيدي ''عملا مشيناب وأن هذه التصرفات لا تشرف المسؤولين عليها. يشار إلى أن حزبي الأفافاس والأرسيدي اللذان قررا مقاطعة الانتخابات الرئاسية، اختارا الأيام الأخيرة للحملة الانتخابية من أجل التحرك، حيث نظم حزب حسين ايت أحمد مسيرة حاشدة بتيزي وزو. فيما وجه الأرسيدي نداء للمواطنين يدعو إلى المقاطعة، وكذا التحضير لنشاطات أخرى يرجح أن يعلن عنها خلال الندوة الصحفية لسعيد سعدي يوم السبت، وهي تحركات تهدف -حسب مراقبين- إلى ضرب مساعي الحكومة لتلميع صورة هذه الانتخابات في الخارج. والجديد في جريمة المعاودة التي سقط فيها سعدي، أنها حملت هذه المرة تعديا صارخا على الدستور الذي جرّم في التعديل الأخير الاعتداء على الرموز الوطنية، وذلك جراء التصريحات الاستفزازية والجارحة التي أطلقها نور الدين آيت حمودة، النائب عن الأرسيدي والذي أسماه البعض بالابن البيولوجي للعقيد عميروش. وبهذا لا يستبعد مراقبون أن يدفع سعدي ضريبة تعديه على الرموز الوطنية نقدا بعد إسدال الستار على العملية الانتخابية. كما لن تنفع سعدي الاعتبارات التي سبق أن استفاد منها من قبل لغض الطرف عن أخطائه المتكررة. ويبدو أن سعيد سعدي الذي وعد بالدخول في سبات سياسي اعتقادا منه أن غيابه عن الساحة السياسية في الانتخابات الرئاسية، سيكون طعنا في مصداقية الانتخابات وبذلك ستتجه نحوه الأضواء الكاشفة، ففوجئ برياح المشهد السياسي الجزائري تجري بما لا تشتهيه سفن الدكتور التي ركبها ليمخر بها عباب بحر المقاطعة، فلم يجد سعدي وأنصاره غير ارتكاب جريمة تنكيس الراية الوطنية التي رفرفت من أعلى المقر المركزي لحزبه لسنوات، مستبدلا بذلك الراية الرسمية الوطنية براية سوداء تعبيرا عن الحزن، وكل هذا ليستميل بها الأضواء التي خطفت منه، خاصة بعدما أتى بوتفليقة المترشح على آخر قواعد قلاعه بتيزي وزو، فخر سقف المنطقة على سعدي ومن معه، بعد التجمعات التي نشطها المرشحون الآخرون، فأسقطوا في الماء أكذوبة سيطرة سعدي على منطقة القبائل التي اتخذها لسنوات ومنذ الانفتاح السياسي سجلا تجاريا في سوق النخاسة السياسية الممارسة من قبل سعدي وأمثاله.