هاهو مرة أخرى سعيد سعدي، رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، يعود إلى تطاوله على مقدسات الأمة وثوابت ورموز الوطن، وذلك بإقدامه على استبدال العلم الوطني براية سوداء تعبيرا عن سواد أفكاره وفقدانه لصوابه وتوازنه، لاسيما بعد أن هجره الأقربون منه بالخصوص، وفقدانه للهالة التي صنعته له بعض الدوائر، وهو الرجل المتعود على التردد على الصالونات وبعض السفارات بحثا عن الدعم في الخارج بعد خذلانه في الداخل، وهو الرجل الذي كان يحسب نفسه وصيا على الأمازيغ وأكثر من ذلك طيشه بالذهاب إلى الخدش وإحداث الشرخ في الوحدة الوطنية التي استشهد من أجلها الملايين من خيرة أبناء الجزائر وفي مقدمتهم أبناء القبائل الأحرار الذين لا ولن يقبلوا أن تمس البلاد في وحدتها ووحدة شعبها. سعيد سعدي الذي لم يستطع حتى استمالة مناضلي حزبه لأفكاره المتطرّفة والغريبة إلى حد الشذوذ، وفشل أخيرا في الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية حتى في المناطق التي كان يراهن عليها بل وحتى بين ما يسمى بالديمقراطيين الذي يحسب نفسه أيضا عليهم. وبعد أن انطفأ سعدي سياسيا وإعلاميا وخسر المعركة، لجأ إلى ما لجأ إليه وبنية مبيّتة القصد منها زعزعة الاستقرار وإثارة الفتنة وهو لعمري خروج عن الأخلاق والمبادئ وعن القانون وهو ما يتطلب تحريك الدعوة باسم الشعب الجزائري بتهمة إهانته وسيادته من خلال انتهاك حرمة أحد مقدساته، رمز السيادة والعزة. التحرير أثار، أمس، تصرف الأمين العام لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية سخطا شديدا وتنديدا واسعا لدى الأوساط السياسية، وتشكيلات المجتمع المدني، تهاطلت ردود الفعل المندّدة بالانتهاكات التي نفذت في حق أحد الرموز الوطنية بإنزاله العلم الوطني من مقره الوطني واستبداله براية سوداء، حيث أصدرت عدة أحزاب سياسية ومنظمات بيانات "تجريم" وتنديد داعية بعضها إلى محاكمة مسؤولي الحزب بتهمة المساس بالرموز الوطنية. وكان الأرسيدي قد قام، نهاية الأسبوع الماضي، بإنزال العلم الجزائري الموجود فوق مقره الوطني الواقع بالأبيار بالعاصمة ليستبدله براية سوداء "حدادا على الديمقراطية"، تلك الخطوة التي يتأهب في ما بعد المسؤولون لتعميمها على مقراته عبر التراب الوطني، حيث قالوا إنها طريقتهم في التعبير عن الرفض للظروف التي تحيط بالعملية الانتخابية رغم أن الحزب سبق و"جمّد" نشاطاته إلى غاية مرور الانتخابات.