قرّرت الإدارة الأمريكية القيام بعملية بحث واسعة النطاق عن مكان استضافة مقر القيادة العسكرية الأمريكية من أجل أفريقيا ''أفريكوم'' على خلفية عدم وجود مقر دائم لهذه الهيئة رغم إنشائها منذ ثلاث سنوات ومعروف أن أمريكا أجرت العديد من المفاوضات مع دول المغرب العربي من بينها الجزائر من أجل إنشاء قاعدة ''أفريكوم'' الأمر الذي لم ترحب به هذه الأخيرة وأكدت رفضها في العديد من المناسبات. وستبدأ الإدارة الأمريكية في البحث عن مكان إقامة القاعدة، حيث قال الجنرال كارتر هام مرشح إدارة أوباما لتولي قيادة ''أفريكوم''، في شهادته أمام لجنة مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي، إنه سيبدأ فور توليه حملة للبحث عن مقر دائم للقيادة العسكرية الأمريكية من أجل أفريقيا، التي تتمركز في الوقت الحالي بصورة جزئية في شتوتغارت الألمانية نتيجة رفض الدول الإفريقية توسعة الوجود العسكري الأمريكي في قارتهم، وقال هام أمام لجنة خدمات القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ ''أعتقد أنني سأبدأ بذلك فور تولي المنصب''، مشيرا إلى أن من بين خيارته الأخرى نقل مقر فأفريكومف، ووظائفه التي تصل إلى 1500 وظيفة، إلى الولاياتالمتحدة؛ حيث يتطلع المشرعون بالفعل إلى ذلك الموقع كميزة اقتصادية لمقاطعاتهم. وتدرس الإدارة الأمريكية إقامة مقر القاعدة الإفريقية في جنوب غربي فيرجينيا على خلفية تمسك مسؤولي الولاية بضرورة إقامة القيادة هناك كتعويض عن الخسارة المتوقعة لقيادة القوات الأمريكية المشتركة ويُذكر أن إدارة بوش كانت قد أعلنت في عام 2007 عن خطة إنشاء قيادة ''أفريكوم'' لتطوير التعاون العسكري مع الدول التي لم تحظ باهتمام كبير من جانب الولاياتالمتحدة في السابق، وعززت خشية واشنطن من احتمالية لجوء المتطرفين إلى الدول الفقيرة والمناطق التي تغيب فيها سيطرة القانون، من أهمية القارة. بيد أن الإعلان أثار الكثير من الانتقادات في الداخل والخارج، فقد شك دبلوماسيون في أن البنتاغون يعمل على عسكرة العلاقات الحكومية الأمريكية مع إفريقيا. وكان وفد عسكري أمريكي قد زار إفريقيا في جوان 2007 للبحث عن مقر للقيادة، لكنه لم يواجه سوى باستقبال فاتر، حتى من جانب حلفاء واشنطن ومن هم على وفاق مع البنتاغون. وأكد وزير الخارجية مراد مدلسي في تصريحات سابقة رفض الجزائر القاطع لأي وجود عسكري أجنبي على ترابها، معتبرا أن سيادة الجزائر لا تقبل المساومة ولا يمكن فتح قاعدة عسكرية أجنبية بالجزائر بحجة محاربة الإرهاب.