يرى وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، سيد أحمد فروخي، أن ارتفاع أسعار الخضر والفواكه يرجع الى تغيّر نمط استهلاك الفرد الجزائري، ذلك أن استهلاك الجزائريين في السابق كان يقتصر على المواد الفلاحية الموسمية فقط، وهو ما يفسر الاعتقاد السائد عند عموم الجزائريين أن الأسعار كانت منخفضة في السابق. وينبغي حسب الوزير النظر بعين الاعتبار إلى التحولات التي طرأت على النمط الاستهلاكي إذ أصبحت الأسر الجزائرية تقتني الخضر والفواكه في غير مواسمها حيث يكون إنتاجها ضئيلا والطلب عليها كبيرا وبالتالي ترتفع الأسعار ويسود انطباع خاطئ يدل على غلاء المعيشة. فمن غير المعقول حسب فروخي أن نشتري فاكهة البطيخ في شهر مارس أو فيفري بسعرها خلال شهري أوت وجويلية، مشيرا إلى أن الجزائر من البلدان القلائل التي يتم فيها إنتاج الخضر وبعض الفواكه طيلة سنة كاملة بفضل تنوعها المناخي، موضحا أن إنتاج البطاطا لم يتوقف خلال ال 11 شهرا الماضية وبكميات متفاوتة وأسعارها مستقرة في حدود ال 35 دينارا. في حين أرجع فيها ارتفاع أسعار السردين إلى التحولات التي شهدها النمط الاستهلاكي للجزائريين لاسيما في ظل توفر المنتجات غير الموسمية طيلة السنة. أما عن العراقيل التي تواجه تسويق بعض المنتجات الفلاحية على غرار ما حدث مع منتوج البطاطا أو الطماطم، فأوضح فروخي أن الأمر يتعلق بالاقتصاد الخاص الذي يتطلب تنسيقا بين القرارات الفردية التي يتخذها كل متعامل خاص. فمثلا يقول فروخي "الطماطم المنتجة ليست كلها موجهة للتصدير أو للصناعات الغذائية أو الاستهلاك الداخلي فهي أصناف وعلى المنتج أو المتعامل أن يحدد هدفه أولا فلا يمكن تصدير أو تعليب طماطم موجهة للاستهلاك أوالعكس"، مؤكدا أن دور الوزارة الوصية يتمثل في تسهيل إجراءات التسويق أو التصدير بعد أن يتفق جميع الأطراف المعنية من فلاحين وتنظيمات فلاحية وصناعيين وحتى متعاملين اقتصاديين.