عقدت أمس اللجان المكلفة من هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة بالتحضير لمؤتمر زرالدة، لقاء للبت في الشخصيات التي ستتم دعوتها لحضور المؤتمر، وذلك بداية من اليوم الخميس. في الوقت الذي يسعى فيه حزب جبهة التحرير من جهته لاستقطاب العديد من الأحزاب والشخصيات في منافسة شرسة لقوى المعارضة. وسارعت هيئة لجان التشاور والمتابعة المكلفة بالتحضير لمؤتمر زرالدة المزمع عقده نهاية شهر مارس الجاري، لضبط آخر التحضيرات والوقوف بشكل نهائي على قائمة المدعوين لمؤتمر المعارضة الثاني. يأتي هذا في الوقت الذي أعلنت فيه قيادات من حزب جبهة التحرير نيتها عقد تجمع شعبي يضم مختلف المشاركين ضمن مبادرة "الجدار" التي طرحها الحزب العتيد، ويتزامن التجمع مع عقد مؤتمر المعارضة. كما أعربت عن نيتها عدم إقصاء جميع الفاعلين السياسيين من المشاركة، بمن فيهم رئيس الحكومة الأسبق والمجاهد لخضر بورقعة، بالإضافة إلى حزب جبهة القوى الاشتراكية. وفي هذا السياق، أكد رئيس حزب جيل جديد، جيلالي سفيان، وعضو هيئة التشاور والمتابعة أن الدعوات ستوجه للمعنيين بداية من اليوم الخميس. وأوضح في تصريح لقناة "البلاد" أنه يرفض التعليق على إمكانية حضور هذه الشخصيات من عدمها، معتبرا أن الأمر يرجع إليهم دون سواهم. ومن المنتظر أن توجه المعارضة الدعوة إلى كل من رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش، ووزير الخارجية الأسبق أحمد طالب الإبراهيمي، ووالي وهران السابق بشير فريك، والأستاذة في الفقه الدستوري فتيحة بن عبو، بالإضافة إلى إشراك مجموعة الشباب والجمعيات التي نظمت الاحتجاجات الرافضة للغاز الصخري بعين صالح السنة الماضية. مع العلم أن هذه المجموعة التي يمثلها محاد قاسي سبق لها أن شاركت في مؤتمر مازافران. كما ستتم دعوة شباب ورڤلة المطالبين بالعمل، وستشمل الدعوات عددا من المنظمات والهيئات والنقابات، ومدراء الجرائد الخاصة. الحراك السياسي الأخير، يشير إلى تنافس محموم بين قوى المعارضة وحزب جبهة التحرير الوطني، فبعدما كان التنافس على مكان عقد المؤتمر، من خلال السعي لافتكاك القاعة البيضاوية، الأمر الذي نجح فيه سعداني وبامتياز، انتقل الصراع هذه المرة إلى الشخصيات الوطنية من أمثال حمروش وبورقعة والأحزاب ذات الوزن السياسي الثقيل على غرار جبهة القوى الاشتراكية، حيث يمني سعداني نفسه بحضور أقدم حزب معارض "الأفافاس" وحضور رئيس الحكومة الأسبق حمروش والمجاهد لخضر بورقعة، اللذين أوضحت تصريحاتهما الأخيرة أنهما غير متحمسين لحضور مؤتمر زرالدة، مما يرشحهما لحضور تجمع مبادرة سعداني، حسب البعض. فيما يعتقد طرف آخر أن ذلك لن يكون باعتبار أن تصريحات الأفافاس وحمروش لا تعني بالضرورة ترجيح كفة الموالاة على حساب المعارضة، وهم الذين يتفقون تماما على تشخيص الأوضاع وتحليل الواقع واستشراف القادم من الأيام. في الثلاثين من الشهر الجاري، وبالجزائر العاصمة، الحدث سيكون منازلة سياسية بين لونين مختلفين، معارضة وموالاة، الفوز فيها يستوجب حصد أكبر عدد من الأصوات، لكن العديد ن المؤشرات توحي بأن الشعب يومها قد يكتفي بلعب دور المتفرج لا المشجع لأي فريق.