أعلنت دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية عن دعمها المطلق للمملكة المغربية، فيما يتعلق بالصحراء الغربية، حث أشار العاهل السعودي إلى أن "القمة الخليجية - المغربية تعكس العلاقات الوثيقة في الجوانب كافة، ودول الخليج تتضامن مع المغرب، لاسيما في قضية الصحراء". التي وصفها ضمنيا بالمغربية، مضيفا "إن القمة تتطلع لوضع أسس متينة لشراكة خليجية - مغربية نحو القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبلورة مواقف موحدة بخصوص القضايا الإقليمية، وإعطاء دفعة جديدة للشراكة الاستراتيجية التي تُعدُّ نموذجًا لأنجح العلاقات العربية". ومن المؤكد أن دول الخليج تتضامن فعليا مع المغرب فيما يتعلق بهذه القضية، وأن موضوع التعاون العسكري ومشاركة المغرب في كافة التحالفات التي أقامتها السعودية لمحاربة تنظيم "داعش" ، والحوثيين في اليمن، يمكن أن تسخرها في خدمة المغرب لمواجهة الشعب الصحراوي، إن دعت الضرورة لذلك، وهذا في حد ذاته استفزاز سافر، وعمل واضح لضرب الاستقرار في منطقة المغرب العربي. وعندما يعلن العاهل السعودي عن رفض دول الخليج التام "لأي مساس بالمصالح العليا للمغرب"، فإن ذلك يعني إمكانية الزج بالمنطقة في أتون حرب دموية على شاكلة ما حدث في العراق، سوريا، اليمن، وليبيا، فهل يسعى حكام الخليج إلى نقل الحروب القذرة التي مولوها في الشرق الأوسط إلى المغرب العربي؟! تختلف البيئة الاجتماعية والأوضاع السياسية لمنطقة المغرب العربي عما هو حاصل في الخليج والشرق الأوسط عموما، لكن في المقابل، فإن إعلان الرياض بالطريقة التي قدمته الكلمة الافتتاحية للعاهل السعودي، هو إعلان حرب لا يستهدف دعم المغرب بقدر ما يستهدف زعزعة الاستقرار في الجزائر، والأسباب كثيرة، أهمها أن المغرب ليس له خصم في المنطقة أو على الصح لا يضع خصما محددا نصب عينيه باستثناء الجزائر التي تدعم القضية الصحراوية، ثانيا: عن دول الخليج العربي تعمدت تجاوز أي دعوة للحوار والتقارب بين الجزائر والمغرب من أجل لم شمل العواصم العربية المفككة إما سياسيا أو أمنيا، لكنها فضلت الدفع بالمزيد من التشنج والمواجهة السياسية بين البلدين، فهي تدفع المغرب نحو المزيد من الرفض لكافة مقررات الأممالمتحدة في حل القضية الصحراوية، وهي تستخدم الرباط في تصفية حساباتها مع الجزائر أكثر مما تدعم حليفها الملك محمد السادس في المنطقة، فضلا عن أن دول الخليج ملوكا وأمراء مع استثناءات قليلة في التاريخ لا يعرف عنهم دعمهم لقضايا التحرر في العالم العربي، فدول مجلس التعاون الخليجي هي نفسها التي جلبت التحالف الدولي الذي دك بغداد وأسقطها، قبل أن يسلمها للولايات المتحدةالأمريكية بقيادة حكومة بريمر وقتها، ثم تسليمها لإيران وشيعتهم في العراق بعد ذلك، وهي نفسها التي سبق وأن تحالفت مع دمشق لإسقاط صدام حسين، وهم أنفسهم الذين دعموا كافة التقاربات بين واشنطن ونظام عبد الله صالح على حساب مصالح الشعب اليمني، وهم الذين دعموا إسقاط القذافي وتسليم ليبيا للمليشيات وتنظيم داعش. وزير خارجية الرباط يهاجم الجزائر من الرياض هاجم وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار الجزائر، من العاصمة السعودية الرياض، واتهم مزوار الجزائر بأنها تقابل المغاربة بتعنت وكبرياء، وتعتبر أنها ليست بحاجة إلى بناء المغرب العربي ولا تحتاج لعلاقات إيجابية مع المغرب، مضيفا أن الجزائر تقطع الطريق أمام أي وساطة للحل، متهما الجزائر بمحاولة خلق "دويلة" في الصحراء. وزير الخارجية المغربي الذي كان يتحدث في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط" من مقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض، حاول تبرير لجوء المغرب إلى الخليج من منطلق الرفض الجزائري لأي حلول سلمية في المنطقة، وعلى هذا الأساس أعلنت تلك الدول دعمها المطلق للمغرب، لكن الحقيقة غير ذلك تماما، حيث المغرب يصر بكل ما لديه من طاقة وقدرات على محاولة تكريس واقع استعماري جديد يمكن أن يصبح "حقيقة" يؤمن أو يقتنع بها الجميع.كما أنها المرة الأولى التي يطلق فيها المغرب استفزازات جديدة ضد الجزائر من عاصمة عربية أو خليجية.