اختار الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، تاريخ 02 ماي القادم لمعاودة الظهور أمام وسائل الإعلام، بعد غياب لمدة طويلة، طرحت العديد من التساؤلات حول عدم إبداء الحزب العتيد لمواقفه تجاه المستجدات التي عرفتها الساحة الوطنية في الأسابيع القليلة الماضية. وسيشرف عمار سعداني، عشية الاحتفال بالذكرى 26 للعيد العالمي لحرية الصحافة، يوم 2 ماي 2016 بفندق المنكدا، ببن عكنون، الجزائر العاصمة، على حفل تكريمي على شرف نساء ورجال الإعلام، حيث من المتوقع أن يتكلم أمين عام حزب الأغلبية عن عديد المواضيع المستجدة على الساحة، على أن تكون البداية بالاحتفاء بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة؛ حسب ما جاء في الموقع الالكتروني الرسمي للحزب، بالإضافة لتقييم حال حرية الصحافة في كل أنحاء العالم؛ و«الدفاع" عن وسائط الإعلام أمام "الهجمات التي تشن على حريتها"؛ مع الإشادة بالصحافيين الذين فقدوا أرواحهم أثناء أداء واجبهم. كما سيتخذ سعداني هذا اليوم مناسبة لتذكير الحكومات بضرورة احترام التزامها بحرية الصحافة، ومناسبة أيضا لتأمل مهنيي وسائل الإعلام في قضيتَيْ حرية الصحافة وأخلاقيات المهنة، وأهمية اليوم العالمي لحرية الصحافة من هذا القبيل لا تقل عنها أهميته من حيث تقديم الدعم لوسائل الإعلام "المستهدفة بالتقييد أو بإلغاء حرية الصحافة". وفي السياق ذاته، سيستهل سعداني خطابه بالرد على أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، الذي تطرق في آخر ظهور إعلامي له إلى وسائل الإعلام، وفي معرض دفاع سعداني عن حرية الصحافة والإعلام بصفة عامة، من المتوقع ألا يغفل هذا الأخير خطاب أويحيى بخصوص وسائل الإعلام، التي انتقدها مؤخرا بخصوص قضية "استغلال صورة الرئيس التي نشرها فالس". مع العلم أن أويحيى هدد رجال إعلام دون ذكرهم بالاسم، بأنه في حال فتحت ملفاتهم "فسيغرقون في البحر"، وهي الإشارة التي فهمت على أن المقصود منها هو رجل الأعمال إسعد ربراب بعد أن اشترى مجمع الخبر الإعلامي. كما سيرد أيضا على أويحيى الذي يسعى للقاء قدره حيث صرح مؤخرا قائلا "أعتز بصفة رئيس الجمهورية". كما يتوقع أن يعرج سعداني خلال كلمته على صحة رئيس الجمهورية الذي يتواجد بجنيف السويسرية لإجراء فحوصات طبية دورية، والتعليق على الصورة التي نشرها الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس، وهي أهم نقطة تكون وسائل الإعلام الوطني والأجنبية في انتظار سماعها من طرف أمين عام الحزب الحاكم، وهو الذي سيتطرق لا محالة لقضية العلاقات الثنائية بين الجزائر وفرنسا، بعد فعلة فالس، والتحرك الذي يقوده النائب عن الأفلان موسى عبدي لتجريم الاستعمار الفرنسي بالجزائر، حيث سيقطع الشك باليقين بخصوص إعادة فتح هذا الملف على مستوى الهيئة التشريعية، وأيضا مستقبل العلاقات بين البلدين. وسيشكل تحرك بعض النواب المعارضين لسعداني، أبرز القضايا التي سيتطرق إليها، خاصة وأن هذا الحراك بلغ ذرته خلال فترة غيابه عن أرض الوطن، حيث أطلق عدد من النواب حملة لجمع التوقيعات والتحضير لتوجيه عريضة لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، باعتباره رئيس الحزب، لمطالبته ب«تصحيح مسار" حزب جبهة التحرير الوطني، و«تنحية" الأمين العام الحالي للحزب العتيد عمار سعداني. كما سيتطرق سعداني لعديد القضايا الوطنية أبرزها قضية الأساتذة المتعاقدين، والقضايا الاقتصادية الراهنة، بالإضافة لتحركات المعارضة ومواقفها الأخيرة.