قرر القياديان ''الأفلانيان''، عبد الرزاق بوحارة ومحمد بوخالفة، مقاطعة أشغال اللجنة المركزية للحزب بعد رفض الأمين العام عبد العزيز بلخادم الرد على مبادرة جديدة لهما لإصلاح أوضاع الجبهة·وبرر القياديان مقاطعتهما الاجتماع بغياب ''شروط لإنجاح اللقاء في مرحلة بلغ فيها الحزب مرحلة خطيرة''· ورأيا أن المشاركة في اللقاء تعتبر ''تزكية لقرارات لم تطرح في إطار نقاش ديمقراطي ''·وكان القياديان قد وجها قبل فترة لائحة جديدة ضمّناها اقتراحات لإخراج الوضع مما أسمياه ''أزمة عميقة في الحزب''· وتضم المقترحات استدعاء اجتماع عاجل للجنة المركزية وعقد دورة لإطارات الحزب·وتشير مصادر من قيادة الحزب إلى تلقي الأمانة العامة للحزب الوثيقة التي تضم تحليلا للتطورات التي يعرفها ومنها تقييم سلبي لأداء الأمين العام عبد العزيز بلخادم المتهم من قبل بوحارة وبوخالفة بالتفرد بالقرار· وتؤكد مصادرنا أن أمين عام الأفلان عبد العزيز بلخادم اطلع عليها·ووفق محمد بوخالفة، الذي يشغل رئاسة المجموعة البرلمانية للأفلان، فإن الرسالة الجديدة تندرج في نفس توجه رسالة سابقة قبل ثلاث سنوات، مع تحيينها وفق المعطيات الجديدة التي يعيشها الحزب·ودأب بوحارة على إطلاق مبادرات واقتراح تسويات على مستوى الحزب لكن لم يغير ذلك شيئا من واقع الحزب وتوجهات القيادات المتوالية·ورغم التقدير الذي يحوزه القياديان، وهما ضابطان في جيش التحرير وتوليا مسؤوليات حكومية وقيادية في الحزب، لم تحظ تحركاتهما باهتمام كبير لسبب رئيسي هو اكتفاؤهما بعمل فوقي بعيد عن القواعد النضالية، وعدم استشارة إطارات في الحزب· وتوصف مباردات بوحارة من قبل مناضلين آخرين ب''ترف فكري'' وتصور موغل في المثالية لمراجعة أوضاع حزب في حجم جبهة التحرير وما تحويه من اختلافات وتعدد في أجيال المناضلين·لكن يبدو أن بلخادم استطاع التحكم في زمام الأمور داخل الحزب وتجاوز محاولات المخالفين له، وعلى رأسهم ما يعرف بالحركة التقويمية التي فشلت في تأليب القواعد النضالية ضده، إذ يعتبر بعض المراقبين أن اجتماع اللجنة المركزية سيدعم موقف بلخادم وسيزيد في عزلة معارضيه داخل الحزب العتيد·