أثارت زيارة السفير الفرنسي إلى ولاية تيزي وزو وما رافقها من جدل حول تصريحاته بشأن نظرة فرنسا لسكان منطقة القبائل، شبهات عديدة لتزامنها مع "حملة عدائية" يقودها الإعلام الفرنسي ضد الجزائر واستضافته لرموز الحركة الانفصالية التي يقودها فرحات مهني وكذا مع خرجة رجل الأعمال، يسعد ربراب الذي تفرّغ مؤخرا لشن تصريحات هجومية ضد "النظام" بداعي "استهدافه لأنه ابن منطقة القبائل". كشف الموقع الإخباري العربي "إرم نيوز" أمس، عن معلومات خطيرة بخصوص الزيارة الفجائية التي اختار السفير الفرنسي بالجزائر أن تكون لولاية تيزي وزو. وقال الموقع في هذا الشأن إن "سفير باريس برنار إيميي التقى سرا بممثلين عن الحركة الانفصالية التي تطالب بالاستقلال عن الجزائر". وتابع نفس المصدر مستندا لتصريحات مسؤول من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، أن "الحكومة الجزائرية تتدارس بقلق عميق هذه التطورات، وستطلب رسميًّا إيضاحات من السلطات الفرنسية، بشأن ما وصفه محاولات التدخل في الشأن الداخلي للجزائر". وأشار موقع "إرم نيوز" إلى أن "هؤلاء الانفصاليون يستفيدون من تسهيلات التنقل بين الجزائروفرنسا، بدءًا من الحصول على تأشيرات السفر طويلة الأمد، وكذلك تمويل أنشطتهم من مؤسسات وهيئات فرنسية تدعم طروحاتهم". وتأتي زيارة السفير إيميي، بعد أيام قليلة فقط من استضافة وسائل إعلام فرنسية مملوكة للحكومة، لنشطاء انفصاليين أبرزهم المغني فرحات مهني الذي قدمته قناة فرانس24 بلقب رئيس الحكومة المؤقت للقبائل، مما دفع السلطات الجزائرية وفقا لذات الموقع الإخباري "إلى تعزيز رقابتها على نشطاء "الماك" الذين كثفوا من مسيرات غير مرخصة في البلاد، بالتزامن مع لقاءات تنسيقية مع زعيم التيار الانفصالي بباريس". ولم تتخلف الدبلوماسية الجزائرية في التفاعل مع تحركات السفير الفرنسي، حيث انتقد رمطان لعمامرة على الفور خرجته، قائلا "إذا كانت طبيعة التصريحات التي تم الإدلاء بها في ظروف لا أعرفها تطرح أسئلة من هذا النوع وتثير تعليقات وتساؤلات وتصورات مختلفة ومتعارضة، فهذا يعني أن هذه التصريحات كانت بالتأكيد مؤسفة". وكان وزير الدولة مدير ديوان رئيس الجمهورية، أحمد أويحيى، قد حذّر من موقعه كأمين عام التجمع الوطني الديمقراطي من "مخطط يستهدف الوحدة الوطنية بدعم خارجي، قائلا إن "الحركة الانفصالية للقبائل (ماك) تخدم مصالح أجنبية"، واصفا رئيس هذه الحركة غير الشرعية، فرحات مهني ب«المرتزق"واسترسل قائلا "اليوم من دون شك هناك قوى أجنبية تصفي حساباتها مع الجزائر وهذا ليس غريبا، كما أن هناك جزائريين أخذوا مواقف ضد بلادهم وأتحدث هنا عن حركة الماك الانفصالية التي يتزعمها فرحات مهني". وشدد قبله الوزير الأول عبد المالك سلال على أن منطقة القبائل "جزء لا يتجزأ من التراب الوطني" وذلك بغض النظر عن الانتماء السياسي أو الاختلاف في الرأي، داعيا إلى الوقوف معا، أغلبية ومعارضة، "للدفاع عن الوحدة الوطنية وخلق جدار حول الجزائر تجاه أي اعتداء من الخارج". وفي ظل تركيز الإعلام الفرنسي على الوضع في الجزائر عموما ومنطقة القبائل بشكل خاص فاجأ بدوره رجل الأعمال، اسعد ربراب، الرأي العام بتصريحات غير مسبوقة عبر قنوات إعلامية فرنسية أطلق من خلالها اتهامات للحكومة "بالانتقام منه لأنه ابن منطقة القبائل"، و هو الموقف الذي أثار استغراب العديد من الفعاليات السياسية.