"الحوار القائم على فهم المصالح المشتركة بإمكانه تجاوز الصعوبات" اعترف وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة مساء أمس الأول بباريس، بأن العلاقات الجزائرية الفرنسية تمر بمرحلة توتر بفعل "اختلاف مواقف وتعدّد المصالح". ولمّح لعمامرة إلى ثقل الماضي الاستعماري وتأثيره على مجرى العلاقات التي قال عنها إنها "لن تكون أبدا عادية". ولم يحدّد رئيس الدبلوماسية الجزائرية بدقة "نقاط الخلاف" لكنه أشار إلى "مجالات جد معقّدة تتفاوض بشأنها الجزائر بمنطق الندية وفق مبادئها الثابتة". وساءت العلاقة بين الجزائروفرنسا في الفترة الأخيرة عقب حملة إعلامية فرنسية معادية للجزائر ومسؤوليها وتأجّجت أكثر بعد إقدام الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس على وضع صورة غير أخلاقية خلال لقائه برئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في ختام زيارته إلى الجزائر على التويتر. وتواصلت الحملة الفرنسية باستضافة وسائل إعلام حكومية لرموز حركة "الماك" الانفصالية وما رافقها من تصريحات للسفير الفرنسي في تيزي وزو بشأن "منح الأفضلية لسكان منطقة القبائل في الحصول على التأشيرة". واستدعى الأمر ردود فعل قوية من الحكومة والأحزاب السياسية للتنديد "بمحاولات ابتزاز تقودها جهات معادية للجزائر في باريس". وأوضح الوزير لعمامرة في رده على سؤال للصحافة حول العلاقات الحالية بين البلدين أنه "لما كان الرئيس بوتفليقة وزيرا للشؤون الخارجية منذ سنوات خلت قام بتسيير عديد الوضعيات الصعبة بين الجزائروفرنسا وهو صاحب تلك العبارة الشهيرة" "العلاقات الجزائرية الفرنسية يمكن أن تكون جيدة ويمكن أن تكون سيئة لكنها لن تكون أبدا عادية وأنا أؤكد على ذلك أنها لن تكون أبدا عادية". وأضاف خلال ندوة صحفية عقب تدشين المقر الجديد لقنصلية كريتاري أن "تلك العلاقات تتطلب العمل من هنا وهناك" مؤكدا أن العمل "مستمر ويتم في عديد القطاعات والمواعيد قد حددت". وأشار في هذا الصدد إلى مهمة الجالية الوطنية في فرنسا "التي بقيت على الدوام عامل تقارب وفاعل ومستفيد من تحسن الوضعية النوعية لتلك العلاقات الثنائية". وتابع قوله إن "الباقي هي الحياة الدولية وهي المصالح". وبإلحاح من الصحفيين لإعطاء مزيد من التوضيحات حول نوعية العلاقات أجاب السيد لعمامرة بأنها "قوية" ولها جذور عريقة. وأضاف أن "هناك مصالح مشتركة ومشاريع مشتركة ومن بين المصالح التي تكتسي أهمية كبرى لنا سهرنا على كرامة المواطن الجزائري في فرنسا حتى يلعب دورا في تحسين العلاقات بين البلدين وتطويرها وفتح آفاق جديدة في تلك العلاقات". وتابع يقول "بطبيعة الحال هناك مصالح خاصة ومصالح متعددة وهناك مجالات جد معقدة وأن الجزائر حريصة على استقلالها وعلى مسائل (دولية) عادلة"، مؤكدا أن الجزائر "لها مواقف مبدئية ومواقف ثابتة". كما أشار إلى أن هناك بين الجزائروفرنسا اختلافات مواقف في المصالح مضيفا "لكننا نتحاور مع الدولة الفرنسية على قدم المساواة". وأضاف رئيس الدبلوماسية الجزائرية قائلا "نعتقد أن هذا الحوار القائم على فهم المصالح المشتركة في التعاون يمكن أن يتجاوز الصعوبات مهما كانت طبيعتها". وذكر الوزير أمام الجالية الوطنية بكريتاي أنه منذ أيام قام وفد فرنسي يتكون من عشرة منتخبين من عديد المقاطعات الفرنسية بزيارة الجزائر في إطار التعاون اللامركزي. كما أضاف "أعتقد أن الأمر يتعلق هنا بمعين لا ينضب من التعاون والتضامن بين المقاطعات الفرنسية والجزائرية" مشيرا إلى أن توصيات "قد قدمت في الجزائر إلا أن هناك دورا رئيسيا يجب أن تلعبه الجالية الجزائرية المقيمة في فرنسا".