الناحية العسكرية الأولى باتت أكثر حضورا في انتشار قوات الجيش أعلنت وزارة الدفاع الوطني، عن أن قوات متخصصة في مكافحة الإرهاب قد ألقت القبض على 3 إرهابيين بمنطقة الرواكش قرب بلدية بعطة في ولاية المدية، حيث استرجعت الوحدات العسكرية أسلحة رشاشة وكمية ضخمة من الذخيرة وألغاما تقليدية ومتفجّرات. ولم تكشف وزارة الدفاع عن أسماء وهويات الدمويين غير أن مصادر أمنية أفادت أن الأمر يتعلق بعناصر انضمت إلى النشاط الإرهابي في بداية التسعينيات وبينهم أمير كتيبة تنتمي لتنظيم "القاعدة". وتتميز العمليات الجارية التي تشنها منذ أسابيع قوات الجيش، بالتنسيق مع مختلف أسلاك الأمن، بأنها تتم بإشراف مباشر وميداني من طرف قادة النواحي العسكرية وعدد من الجنرالات والضباط الميدانيين الذين يتابعون عن كثب سير عمليات التمشيط في المدية وتيزي وزو وبجاية وبومرداس والبليدة وتبسة ومستغانم وعين الدفلى. وذكرت مصادر أمنية عليمة، أن حملة القصف والتمشيط استدعيت إليها عدة تعزيزات عسكرية لمحاصرة عناصر الجماعة الإرهابية التي كانت تدبّر لتنفيذ اعتداءات خلال شهر رمضان. وأفاد شهود عيان أن أفرادا من الوحدات الخاصة يشاركون في عملية مطاردة فلول العناصر الإرهابية بغابات الرواكش وبعطة المعروفة بتضاريسها الوعرة وغاباتها الكثيفة. كما أشارت مصادر بالمنطقة إلى أنه تمت محاصرة كل الطرق والمسالك لتضييق الخناق على تحرك بقايا العناصر الإرهابية. وأرجع المصدر سبب وضع قوات الجيش المنطقة الجبلية والغابية بولاية المدية تحت المجهر إلى تجسيد مخطط تضييق الخناق على عناصر تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" الذين اتخذوا من هذه المنطقة معاقل رئيسية لهم. ويشرف نائب وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق ڤايد صالح على العمليات، ونُقل عن قيادات في الجيش أنه انتقل قبل أيام إلى مناطق مختلفة في الجزائر في زيارات تندرج في إطار معاينة "مخطط مكافحة الإرهاب" الذي يتضمن إعادة انتشار قوات الجيش في مناطق عدة استجابة لتقارير أمنية تفيد بوجود تحركات إرهابية. من جهتها، أوضحت وزارة الدفاع في بيان لها أمس، أنه "في إطار مكافحة الإرهاب وفي سياق العملية التي تقودها قوات الجيش الوطني الشعبي بمنطقة الرواكش قرب بلدية بعطة، بولاية المدية في الناحية العسكرية الأولى تم إلقاء القبض صباح أمس السبت على ثلاثة إرهابيين آخرين واسترجاع مسدسين رشاشين من نوع كلاشنيكوف وبندقية نصف آلية من نوع سيمونوف وكمية من الذخيرة، فيما تم كشف وتدمير ثلاثة ألغام تقليدية الصنع و17 مفجرا بنفس المنطقة". لترتفع بهذا حصيلة هذه العملية التي لا تزال متواصلة، إلى القضاء على أربعة إرهابيين وإلقاء القبض على أربعة آخرين واسترجاع أسلحتهم. وأضاف المصدر أن هذه العمليات الميدانية النوعية والمتواصلة التي تقودها قوات الجيش الوطني الشعبي، في كل الحالات والظروف، تُعبر عن اليقظة والإصرار الدائمين على مطاردة فلول الإرهاب ودحرها وتطهير بلدنا من هؤلاء المجرمين. ولوحظ أن قوات الجيش وسّعت في الأسابيع الأخيرة أيضاً من خريطة عملياتها العسكرية، إذ تظهر الخريطة الأمنية أن "المنطقة الثانية" أي مناطق القبائل هي الأكثر حضوراً في انتشار قوات الجيش. ومعلوم أن النواة الصلبة ل«تنظيم قاعدة المغرب الإسلامي" تتمركز في هذه المنطقة. على صعيد متصل، تواصل قوات الأمن المشتركة عملية التمشيط الواسعة التي باشرتها، منذ منتصف الأسبوع المنصرم، بالغابة الواقعة بين إقليمي بلدية آيت يحي موسى ودوار سيدي علي بوناب ببلدية تادمايت. واستنادا لمصادر محلية، فقد تم تجنيد المئات من أفراد الجيش لهذه العملية التي تعد من بين أكبر عمليات التمشيط التي شهدتها المنطقة منذ سنوات، حيث تم تطويق المكان المسمى "ثمذا لمحلا" الواقع بين قريتي ثيشثيوين ببلدية آيت يحي موسى وقريتي آيت سعادة وحيدوسة بدوار سيدي علي بوناب ببلدية تادمايت، والذي يعتبر معقل الجماعة الإرهابية.