انتقدت وزارة التعليم العالي البكالوريا التي تنظمها وزارة التربية واعتبرها سببا في رفع معدلات الرسوب في السنة الأولى جامعي في بعض الاختصاصات التي تتراوح بين 50 و60 بالمائة، لعدم اعتماد الدقة في توجيه الناجحين في البكالوريا، وفشل هذه الأخيرة في الكشف عن الكفاءات الحقيقية للتلاميذ، مشدده على ضروره اعتماد إصلاح جذري للبكالوريا مع التركيز على امتحان التلاميذ في المواد الأساسية. وأوضح الأمين العام لوزارة التعليم العالي صديقي محمد صلاح الدين في تصريح على هامش ورشة عمل وطنية حول "إصلاح البكالوريا"، أن من بين الاختصاصات التي سجلت فيها نسبة رسوب مرتفعة في السنة الأولى جامعي العلوم التكنولوجية ببعض الجامعات، معتبرا أنه بعد تحليل الوضعية تبين أن البكالوريا حاليا "لا تظهر مهارات التلميذ التي تلقاها طيلة مساره الدراسي"، داعيا إلى ضرورة ملاءمة نقطة البكالوريا مع الاختصاص الذي يوجه إليه الطالب في الجامعة كاحتساب المواد العلمية في التوجيه في الشعب العلمية والتكنولوجية بالجامعة. وأبرز صديقي أن اللقاء الذي يجمع خبراء من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة التربية الوطنية يعد "لبنة إضافية" لتطوير المنظومة التربوية وتحسين أدائها ورفع مردودها بشكل يجعل منتوجها يستجيب للمقاييس العلمية والبيداغوجية المطلوبة لا سيما في الطور ما قبل الجامعي. وأكد أن الأهداف المتوخاة من هذا اللقاء تتمثل في "تحسين مردودية نظام التقييم في امتحان البكالوريا انطلاقا من نظرة شاملة لنظام الامتحانات الوطنية والرسمية". وأشار المسؤول إلى "بعث تفكير في إحداث هندسة جديدة لشهادة البكالوريا وترشيد تنظيمها وتجديد طرائق تصميم وإعداد مواضيع امتحاناتها وتعزيز تكوين المكونين المتخصصين في بناء الاختبارات يمكن أن يشكل كما قال أولى الخطوات الإصلاحية والعمليات التصحيحية التي ينبغي القيام بها من منظور الإصلاح الشامل لطور التعليم الثانوي". وقال إنه من الضروري أن يكون إصلاح البكالوريا "شاملا في تصوره، تشاركيا في مسعاه، وتدريجيا في وضعه موضع التنفيذ وأن يرتبط ارتباطا وثيقا بالسيرورة التطويرية التي شرع فيها في طور التعليم الثانوي من حيث إعادة بناء المناهج الدراسية وطرائق التعليم". وقال في هذا الصدد إنه "من الأنسب ألا ينظر إلى إصلاح امتحان البكالوريا على أنه غاية في ذاته بل كعملية تطويرية تشمل عدة مراحل وتهدف في مجملها إلى رفع كفاءة خريجي التعليم الثانوي العام والتكنولوجي وتعزيز قدراتهم المعرفية والمهارية". وخلص إلى التأكيد أن "الجهود في المدى القصير ينبغي أن تتركز في هذا الامتحان الهام على استهداف الكفاءات والمهارات المطلوب تقييمها لدى المتعلم فضلا عن التمييز الواضح بين الشعب المختلفة من خلال إعادة النظر في المواد التعليمية المعنية بامتحان في كل شعبة مع الحرص أن تعكس المعاملات المعتمدة لكل مادة من المواد طبيعة الشعبة وخصوصياتها".