أكد، أمس، أعضاء مجموعة ''نبني الجزائر'' أن الاصلاحات التي عرفها قطاع التربية الوطنية منذ سنة ,2000 لم تأت بنتائج إيجابية على الرغم من النتائج المحققة في الامتحانات الرسمية، إلا أنها لا تعكس المستوى الحقيقي للتلاميذ، خاصة وأن نسبة الاخفاق والرسوب في الأطوار التعليمية الثلاثة تعدت ال 27 بالمائة، ودعا المختصون إلى ضرورة فتح نقاش جاد وفعلي حول المستوى التعليمي في الجزائر الذي لا زال بعيدا جدا عن الدول المجاورة ودول العالم· أجمع، أمس، أساتذة ومختصون، خلال الندوة التي نظمتها مجوعة ''نبني الجزائر'' برياض الفتح بالعاصمة، على أن الاصلاحات المعتمدة في قطاع التربية الوطنية منذ سنوات غير ناجحة، حيث أكدوا أن العديد من التلاميذ عند اجتيازهم أي مرحلة من مراحل نهاية الطور، لا يعرفون لا القراءة ولا الكتابة، وقد فسر المختصون ذلك بانعدام استراتيجية للتعليم في الجزائر وكذا نوعية التعليم· وحسب التقرير الذي قدمته مجموعة ''نبني الجزائر''، فإن نسبة الرسوب في الأطوار التعليمية الثلاثة فاقت ال 27 بالمائة، حيث أن نسبة الإخفاق في الطور الابتدائي تعدت 29,11 بالمائة، بينما في المتوسط والثانوي 16 بالمائة، وفي هذا الاطار، أكد البروفيسور علي كحلان أن الجزائر لا تولي اهتماما كبيرا للتربية والتعليم، حقيقة قامت بإصلاحات سواء في التربية الوطنية أو في التعليم العالي، لكن هذه الاصلاحات، حسب المتحدث، شكلية فقط، أي أن وزارة التربية الوطنية تهتم فقط بالكم الهائل من الناجحين في امتحانات نهاية الطور خلال كل سنة، بعيدة كل البعد عن المستوى الحقيقي للتلاميذ، وهو ما يفسر، حسب البروفيسور، النسبة الكبيرة للرسوب خلال السنة الموالية من كل طور· أما بالنسبة للمقررات الدراسية، أكد المختصون أن الاصلاحات شملت فقط الحجم الساعي وتقليص بعض الدروس، لكن البرنامج الدراسي لتلاميذ كل المستويات لا زال كثيفا ويجهد التلميذ ذلك، وبالتالي تلجأ الوزارة إلى تحديد الدروس المعنية بالامتحانات خاصة في امتحان البكالوريا، والذي ينقص من قيمة ومصداقية الشهادة داخل وخارج البلاد· كما شدد الحاضرون على ضرورة تكوين الاساتذة والمعلمين، مؤكدين على اعتماد اصلاحات جديدة دون اخضاع الاساتذة والمعلمين الى تكوين لا جدوى منه، مشيرين الى ان نجاح الاصلاحات مرهون بتكوين جيد لهؤلاء، واكدوا ان هناك مئات الالاف من الاساتذة لم يخضعوا لتكوين منذ بداية عملهم، الا القليل مثلما يحدث مع معلمي الابتدائي· اما بالنسبة لاعتماد اصلاحات في التعليم العالي والبحث العلمي، أكد البروفيسور بلميهوب رئيس المدرسة العليا للمناجمت، أن اعتماد نظام ''أل· أم· دي'' لم يغير أي شيء في البرامج ولا المناهج، بل فقط غيّر في المدة التي يتحصل عليها الطالب على شهادة الليسانس، عوض أربع سنوات، يتحصل عليها في سنتين، أما بالنسبة للبرامج فقد أكد أنها مازالت نفسها المعتمدة في النظام الكلاسيكي، وأشار إلى أن أغلب الجامعات والمراكز الجامعية عبر الوطن تعاني نقص التأطير، حيث لا تتعدى نسبة التأطير خاصة لطلبة النظام الجديد 2 بالمائة، كاشفا أن الجامعات كل سنة تفتح آلاف المناصب المالية، لكن المشكل يكمن في عدم وجود مترشحين، وهذا بسبب الظروف المهنية غير الجيدة للأساتذة· وقد اقترح المشاركون في الندوة عدة حلول للنهوض بقطاع التربية والتعليم إلى مصاف الدول العربية والأجنبية، من بينها ضمان نوعية وجودة التعليم في الجزائر، وهذا من خلال اعطاء الجميع فرصة ثانية في التعليم، والرفع من نسبة النجاح في التعليم الابتدائي إلى 98 بالمائة، وفي الثانوية بنسبة 95 بالمائة، إضافة إلى خفض معدل الرسوب، إضافة أيضا إلى جعل تكلفة الدراسات العليا كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد أقل من 400%، كما اقترح المختصون ضرورة فتح نقاش جاد وفعلي من طرف وزارة التربية الوطنية حول مستوى التعليم في الجزائر·