خرج المشاركون في الندوة الوطنية لتقييم إصلاح المنظومة التربوية بحزمة من التوصيات الهامة، سيتم تجسيدها بداية من السنة الدراسية المقبلة، أهمها العودة إلى البكالوريا المهنية واعتماد البطاقة التركيبية بداية من السنة الثانية ثانوي، بالإضافة إلى إلغاء نظام السؤالين الاختياريين في امتحان البكالوريا وتقليص مدة وأيام الامتحانات بإجراء امتحانات مسبقة تشمل بعض المواد غير الأساسية لكل شعبة.كما أوصى المشاركون في ال10 ورشات التي رافقت الأشغال طيلة يومين أيضا بالتخفيف من وتيرة الفحوص والامتحانات وترك حيز للبحث والمبادرة للتلاميذ. أوصى المشاركون في الندوة التي اختتمت أمس بقصر الأمم بنادي الصنوبر، بتعميم التعليم التحضيري ليشمل جميع الولايات وجميع التلاميذ في سن الخامسة، مع الدخول المدرسي 2017 /2018، عملا بمبدأ الإنصاف والعدالة وضمانا لمبدأ تكافؤ الفرص، علما أن نسبة التغطية الحالية تقدر ب65،82 بالمائة بمجموع المدارس، فيما سجل هذه السنة في هذا الطور أزيد من 418 ألف طفل حسبما أفاد به مقرر ورشة التعليم التحضيري. ودعت التوصيات أيضا إلى فتح أقسام تحضيرية إضافية وأخذ المناطق النائية والمعزولة بعين الاعتبار. كما اتفق أعضاء الورشات في تقاريرهم على ضرورة إعادة النظر في نمط تكوين مستخدمي قطاع التربية ودعوا إلى العمل على وضع جهاز تكوين قوي وفعّال سعيا لتحقيق أهداف الإصلاح التي باشرتها الجزائر منذ 12 سنة. بالإضافة إلى ضرورة مراجعة وتحيين دفتر الأعباء مع المدارس العليا للأساتذة. وفي هذا الإطار، اتفق المقررون على ضرورة توفير هذه المعاهد بكل مناطق البلاد أي بعدد 50 معهدا ومضاعفة الشراكة لفائدة التكوين. وألحت التوصيات بخصوص الدروس الخصوصية على تنظيمها من أجل الحد من التأثيرات السلبية الناجمة عنها. كما دعت من جهة أخرى إلى تقييم مكتسبات التلاميذ مع المقارنة الدولية والاستفادة منها واستحداث موازاة مع ذلك، جهاز للتقييم المحلي للتلاميذ، فضلا عن المطالبة بتكييف النظام التربوي مع المقاييس الدولية ومنها نظام 36 أسبوع دراسة. وأكد مقرر الورشة الخاصة بالتعليم الثانوي، أن التوصيات جاءت تثمينا لتعليمات الوزير الأول، عبد المالك سلال في كلمته الافتتاحية المتعلقة بتعليم التكنولوجيا والرياضيات، حيث تم الإجماع على ضرورة دعم التعليم التكنولوجي التطبيقي والميداني وإعادة الاعتبار للتعليم التقني بما يتماشى ومتطلبات البلاد، مع اقتراح إعادة تنظيم هذه الشعب واقتراح إعادة تسمية شعبة الرياضيات تقني بتسمية شعبة التكنولوجيا. من جهتها، أكدت وزيرة التربية نورية بن غبريط، في تصريح لها في الفترة الصباحية، أن كل التوصيات التي انبثقت عن الندوة ستنفذ في الميدان، كما ستعمل الوصاية على تجسيد ما جاء من اقتراحات في كلمة الوزير الأول في تدخله في اليوم الأول من الأشغال. وأشارت، من جهة أخرى، إلى عزم الوزارة على العمل على رفع عدد الطلبة المشاركين في الأولمبياد العالمية للرياضيات، لتشريف الراية الوطنية خاصة وأن الكفاءات والمهارات متوفرة لدى التلاميذ الجزائريين في هذا المجال. من جهته، لاحظ المفتش العام لوزارة التربية مجادي مسقم، في تصريح له على هامش أشغال الجلسة الاختتامية، أن جزءا كبيرا من التلاميذ ينتقلون إلى الطور الثانوي وهم لا يتوفرون على الرصيد اللازم لإكمال الدراسة الأكاديمية، مؤكدا أن خيار التكوين المتواصل هو المنفذ الأساسي لحل هذا المشكل. وأوضح في هذا السياق أن الوزارة تعمل بالتنسيق مع وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والتكوين والتعليم المهنيين للعودة إلى البكالوريا المهنية وكذا إلى ليسانس وماستر مهنيين، مشيرا إلى أن ورشة خاصة تعمل حاليا حول هذا الملف.