مجلس أعلى للتربية والتعليم، تعميم العربية، ترقية الانجليزية ومراقبة المدارس الخاصة ورياض الأطفال وجهت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، نداء تنبيه إلى المسؤولين والفاعلين في قطاع التربية و أولياء التلاميذ تدعوهم من خلاله إلى الوقوف في وجه مراجعة أوضاع المنظومة التربوية ومواجهة كل ما يمس مقومات الأمة ويضعف شعورها الوطني، ويرمي إلى فصل أبنائها عن لغة دينهم، وعن لغة العلم والتكنولوجيا، والإصرار على فرنستهم. النداء الذي يهدف إلى منع الإصلاحات الأخيرة التي كانت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت قد تحدثت عنها، جاء في شكل اقتراحات من أجل معالجة مواطن الخلل في المنظومة التربوية التي ترى الجمعية أنها لا تؤدي دورها وتمنح شهادات ليست أكثر من مجرد وثائق لا تعبر عن درجات معرفية ومستويات فكرية قادرة على تحقيق الإقلاع التنموي، واعتبرت الجمعية أن من يقف على إصلاح المنظومة التربوية فئة ذات خلفية إيديولوجية غريبة عن الخلفية الحضارية للشعب الجزائري وهو ما يتطلب " هبّة جماعية" تحقق جملة من المسائل التي تضمن إصلاحا جديا للمنظومة التربوية بالحفاظ على أهم مقومات الأمة ومواكبة التطور العلمي والتكنولوجي. ومن ضمن ما اقترحته جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في نص النداء، تكاتف جهود المخلصين من المختصين في الشأن التربوي لوضع مشروع جامع تتبناه الدولة، ويشرف على إنجازه ومتابعة تنفيذه مجلس أعلى للتربية والتعليم يكون تابعا للرئاسة يشارك فيه المتخصصون والخبراء والعلماء والمفكرون الجزائريون من داخل الجزائر ومن خارجها بهدف تجاوز حالة الرداءة وانهيار المستوى، واقترحت أن يهتم المشروع بكل المستويات التعليمية بما في ذلك التعليم العالي والبحث العلمي، والتكوين المهني، على اعتبار أن الأزمة مترابطة ولا يمكن عزل قطاع عن الآخر فيما يخص التعليم والتكوين. وفي هذا السياق ولم تستثن الجمعية المدارس الخاصة ورياض الاطفال من المنظومة، حيث طالبت بفرض رقابة صارمة على هذا النوع من المؤسسات التي تكون جيلا بعيدا عن واقعه في اللغة والثقافة باعتمادها على مناهج أجنبية. وفيما يتعلق بحماية مكانة اللغة العربية كلغة رسمية مكرسة دستورا، أكدت الجمعية على ضرورة تعميم استعمالها في جميع مراحل التعليم وبجميع أنواعه وفي البحث العلمي أيضا في كل مجالاته، وتعريب المواد العلمية والتقنية، في مستوى ما بعد البكالوريا، وجميع المستويات. وبالمقابل ترى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أن التفتح على اللغات الأجنبية أمر ضروري لا يحق للمسؤولين على شأن التربية والتعليم أن يفرضوا العزلة العلمية و الفكرية بالاعتماد على اللغة الفرنسية التي لم تعد مواكبة لسرعة التطور العلمي والتكنولوجي وتداول المعلومات، وطالبت بأن تتحول المنظومة التربوية والتعليمية في الجزائر نحو اعتماد اللغة الانجليزية لغة ثانية بشكل متدرج، وبخطوات مدروسة. كما ركز النداء على تدريس مادتي التاريخ والتربية الإسلامية بشكل يسمح باستعادة منزلتهما الكاملة من خلال تخصيص الوعاء الزمني الملائم وتوفير الأستاذ الكفء والمعامل اللائق وجعل الامتحان في المادتين إجباريا وضروريا في جميع المستويات والشهادات. اقتراحات جمعية العلماء المسلمين الجزائريين شملت أيضا ترقية مستوى الأداء المدرسي بالحرص في مجال اختيار العناصر التي يُسند إليها التعليم والإشراف عليه وإعدادها إعدادا شاملا، علميا وتربويا و أخلاقيا، لممارسة رسالة التعليم، وتجنّب أسلوب التوظيف المباشر الذي يتّم دون تكوين، كما لفتت الجمعية في النداء ذاته إلى الحاجة إلى توفير وسائل تعليم تستجيب لمتطلبات العصر وتوفر فرصا متساوية لكل فئات الشعب من مخابر وأجهزة متطورة لتحقيق جودة التعليم والاهتمام بالتعليم التقني و الإبقاء عليه وتطويره.