خرج مواطنون ينحدرون من أحياء 600 مسكن بولاية مستغانم في احتجاجات عارمة وهم في حالة غضب حاملين الحجارة وأنواع العصي مع امتداد شرارة الشغب الى الشارع المحاذي لمسجد البدر، وخروج عشرات الشباب المتظاهرين القاطنين في أحياء الدرب، باب المجاهر وشارع مايو بوسط المدينة للاحتجاج على تزايد البطالة في ذات الولاية وانعدام فرص الحصول على السكن الاجتماعي بعدما تحولت مستغانم الى قبلة للسكان الموسميين واستفادة سكان من ولايات أخرى من قوائم السكن التساهمي فيما همش سكانها الأصليون من هذا القطاع حسب تصريحات الغاضبين المحتلين لشوارع عاصمة الولاية. وقال شاهد عيان ل''البلاد'' إن عشرات المحتجين دخلوا في صدامات مؤلمة مع قوات الأمن التي سارعت منذ يوم الجمعة الى تطويق شوارع مدينة مستغانم التي شهدت ظهيرة امس تدفقا كبيرا لقوات مكافحة الشغب التي انتشرت بكثافة قبالة المقرات الرسمية لاسيما الولاية، المجلس الشعبي الولائي ووكالة التشغيل المتواجدة بعاصمة الولاية. ورفع المتظاهرون الذين كانوا شبابا في معظمهم، شعارات معادية للسلطات المتهمة ب''التسبب في سوء المعيشة واتساع رقعة الفقر والبطالة''. وحاول رجال الأمن تجنب الاحتكاك بموجة الغاضبين تفاديا للمواجهة المباشرة في معظم شوارع المدينة على غرار أحياء تجديت، الدرب وساحة اول نوفمبر، وقال مصدر من أمن ولاية مستغانم ل''البلاد'' إنه برغم من حرص السلطات على منح أوامر لضباط الأمن المكلفين التعامل مع الاحتجاجات، بعدم الدخول في مواجهة مع الشباب إلا أن الحالات القصوى التي عاشتها شوارع الولاية استدعى تدخل رجال الأمن الذين راحوا ضحايا الرشق بالحجارة وإيجادهم صعوبات جمة في تفريق المتظاهرين بساحة اول نوفمبر إثر إضرام المحتجين النيران في الإطارات المطاطية وقطع الطرقات الرئيسية بالمتاريس. وعاش حي تجديت ليلة الجمعة الى السبت اضطرابات خطيرة، عندما خرب المئات من الأشخاص واجهات مرافق عمومية، وحطموا أملاكا خاصة تابعة لشركات محلية وتخريبهم لاتفات إشهارية تابعة لمتعاملي الهاتف النقال. وأضرم شبان ملثمون النيران في محطة نقل المسافرين بحي الخروبة القريبة من شاطئ صلامندر حيث نجا أصحاب الحافلات من موت محقق بعدما أبعدوا مركباتهم مخافة امتداد قطار العنف اليها. وقال أحد الشهود إن بعض رجال الأعمال أبعد حافلات النقل الجامعي التابعة اليه قبل أسبوع من اندلاع اعمال الشغب. في الوقت الذي أقدم فيه بعض الشبان بحي 600 مسكن اجتماعي على إضرام النيران في العجلات المطاطية وسط طرقات الحي، قبل أن تنتقل عدوى الاحتجاجات التي لم تحمل في طياتها أي مطالب معينة الى أحياء ساحل المدينة الذي حاول فيه بعض الشبان قطع الطريق المؤدي إلى التجمعات الكبرى، قبل أن تحاصرهم قوات الأمن التي تعرض رجالها للرشق بالحجارة.