احتضن المركز الجامعي بغرداية أول أمس، ملتقى علميا تناول موضوع ''الصوفية وتأثيرها في توطيد النسيج الاجتماعي''، حيث ركز اللقاء الذي نظمته مديرية الثقافة بالتنسيق مع مكتب غرداية للإتحاد الوطني للطلبة الجزائريين وجمع عددا من الجامعيين والمختصين وشيوخ الزوايا، حسب المنظمين، على إبراز مدى مساهمة الصوفية في توطيد وتعزيز القيم النبيلة للمجتمع الجزائري. وأوضح المشاركون أن ''هذا المنهج الباطني والزاهد في الدين الإسلامي مبني على بعث القيم التأملية التي تؤدي إلى مقام الإحسان والهدوء الروحي واتباع صحيح للدين الإسلامي الحنيف''، مضيفين أن الصوفية تسمح ''بتربية النفس وتطهير الروح والسمو به، وذلك بتخليصه من كافة مشاعر الكراهية والرغبة في الانتقام وتحليته بالفضائل وغرس روح التسامح والرحمة بين أفراد المجتمع''. وتم التطرق في هذا اللقاء الذي نظم على شكل ندوات متبوعة بنقاشات، إلى عدة محاور نشطها أئمة وعلماء من ولايتي غرداية والأغواط. وتناولت هذه الموضوعات مسائل متعلقة بالصوفية ودورها في المحافظة على الذاكرة الجماعية ومكانتها في ''الانسجام الاجتماعي'' من خلال التربية الروحية، والصوفية بين الأصالة والعصرنة. كما نشطت أمس ندوات حول المحاور ذاتها عبر مساجد غرداية، بينما برمجت جولة ميدانية لفائدة المشاركين في هذا اللقاء إلى الزوايا المتواجدة بالولاية وإلى معهد ''الحياة'' بمدينة ''الفرارة'' المختص في تدريس المذهب الإباضي وأصول الشريعة الإسلامية، ومكتبة الشيخ القطب العلامة ''الشيخ اطفيش'' الواقعة بمدينة ''بني يزفن''.