أكد رئيس الحكومة السيد عبد العزيز بلخادم، أمس، بمستغانم، المسؤولية "الجسيمة لمعلمي وشيوخ الزوايا في تحفيظ أبنائنا وبناتنا القرآن الكريم"، الذي يعد كما قال "من بين العواصم"·وأضاف السيد عبد العزيز بلخادم، في كلمة ألقاها لدى افتتاحه أشغال الملتقى الجهوي حول تعليم القرآن الكريم في الزوايا والكتاتيب (بين النظري والتطبيقي)، والمنظم من طرف الاتحاد الوطني للزوايا الجزائرية، "أن العلم يؤخذ من الصدور والسطور"· وأكد رئيس الحكومة في هذا اللقاء الذي يعرف مشاركة رئيس المجلس الإسلامي الأعلى السيد أبوعمران الشيخ والعديد من الشيوخ وممثلي الطرق الصوفية القادمين من 16 ولاية من الوطن على "ضرورة الحفاظ على هذا التراث الذي ورثناه أبا عن جد مع استغلال في نفس الوقت الاكتشافات والتطبيقات العلمية ذات الصلة أساسا بتكنولوجيات الاتصال حتى يتسنى تطوير أساليب تعليم القرآن الكريم وتمكين النشء من حفظ كلام الله بطريقة حديثة وناجعة"· ومن جهته أوضح رئيس المجلس الإسلامي الأعلى السيد أبوعمران الشيخ، أنه ينبغي مواجهة الحملات المسيئة التي يتعرض إليها حاليا النبي "محمد صلى الله عليه وسلم" والقرآن الكريم من الغرب بالعقل والدليل مع التصدي لعملية التنصير بتعليم القرآن الكريم، مما يستدعي توحيد الصفوف والتنسيق بين مختلف الهيئات سواء كانت رسمية أو غير رسمية كوزارة الشؤون الدينية والأوقاف وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين وكذا شيوخ الزوايا فضلا عن تكاتف الجهود والتعاون مع باقي الدول الإسلامية"· كما أشار المتحدث الى أنه يتعين لمحاربة "كراهية الإسلام" في الغرب أو ما يُعرف ب "الإسلاموفوبيا" اتخاذ إجراءات تربوية وفي مقدمتها تعليم القرآن الكريم منذ الصغر في سياق عمل تحسيسي موجه للأطفال باستعمال الكتب والوسائل السمعية البصرية مع سن المجتمع الدولي عن طريق هيئة الأممالمتحدة لقوانين ردعية تحظر الإساءة للديانات السماوية الثلاثة وتدعو إلى احترامها· للإشارة فقد تناول الأستاذ فضيل عبد القادر (جامعي متقاعد) خلال أول محاضرة ألقيت في هذا الملتقى الذي ستدوم أشغاله يومين موضوع "ما ينبغي أن يكون عليه تعليم القرآن الكريم"، مشيرا أن التصور المستقبلي لهذا المجال الديني والتربوي يتطلب "تفكيرا جديا ودراسة صارمة إلى جانب توفير الإمكانيات المادية والمقومات الضرورية للنهوض بهذا العمل"· وفي هذا السياق دعا المحاضر إلى الجمع مابين جهود الحفظ من جهة وتعليم القراءة والكتابة من جهة ثانية وفق أسس سليمة تمكن القارئ من النطق الصحيح والتفاعل مع النص فيكون بالتالي مهيأ للمدرسة العمومية فكريا ولغويا"· كما شدد المتحدث على أهمية تسيير الزمن داخل أقسام التعليم القرآني بشكل مناسب ومتوازن· يذكر أنه قد تم برمجة خلال هذا اللقاء سلسلة من المحاضرات التي ستلقيها نخبة من الأساتذة والباحثين، حيث سيتم التطرق إلى التعليم القرآني في الكتاتيب وفي الطور التمهيدي ومسألة التربية القرآنية المستمرة وإشكالية ترجمة القرآن الكريم· كما سيسلط الأساتذة المحاضرون الضوء على التعليم القرآني في منطقة زواوة وتجربة مؤسسة "عمي السعيد" بغرداية في هذا الشأن وكذا تقديم محاضرة حول خصائص القصة في القرآن الكريم· وحسبما علم لدى المنظمين، فإن هذا الملتقى الجهوي سيكون فرصة للمشاركين لمناقشة مسودة مشروع القانون الخاص بطلبة الزوايا والكتاتيب الذي أعدته لجنة المجلس العلمي للاتحاد الوطني للزوايا الجزائريين والرامي إلى تحديد حقوق وواجبات هذه الفئة من الطلبة تحسينا لظروفهم التعليمية والاجتماعية عموما· (وأج)