أكد تقرير صادر عن مركز كارنيجي الأمريكي، أن إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب مؤخرا دونالد ترامب ستكون أقرب إلى الجزائر منها إلى المغرب، بفعل ارتياب الجزائريين من هيلاري كلينتون وخشيتهم أن تفوز بالرئاسيات وقتها، فضلا عن أن الجمهوريين أقرب إلى الجزائر في التعاون الأمني والعسكري، والخبرة التي تتمتع بها أجهزة الأمن ومكافحة الإرهاب في الجزائر، كما أكد التقرير أن الجزائر يمكنها تأدية دور "جيواستراتيجي أساسي للحفاظ على الأمن في الساحل وليبيا". وأقر أحدث تقرير صادر عن مركز "كارينيجي" المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بأن دول المنطقة تواجه شفافية المحاورين كتحدي أساسي عقب انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية، فيما تعتبر المنطقة ثانوية بالنسبة للسياسة الخارجية للقوة الأولى في العالم. وأشار التقرير الذي جاء ضمن ملف شامل تضمن دراسة وافية بشأن تداعيات الانتخاب الاستثنائي لدونالد ترامب على منطقة الشرق الأوسط التي ترزح تحت وطأة الاضطرابات، أن القادة في الجزائر والرباط وتونس "سيمضون الأسابيع المقبلة في التفكير في ما إذا كان يجدر بهم توجيه جهودهم نحو إدارة ترامب، والتأقلم مع مبادئها القائمة على الانسحاب، وإسناد المهام لجهات خارجية، وترشيد الإنفاق، أو الاستمرار في التفاعل مع المؤسسات التقليدية مثل وزارة الخارجية ولجان مجلس الشيوخ، رغم خضوعها لسيطرة الجمهوريين". وفي تفاصيل التقرير، أوضح المركز أن المغرب "يُقدِّم نفسه في صورة الحليف الأساسي للولايات المتحدة على صعيدَي الأمن والتحالفات الإقليمية، مما يتيح له الحصول على دعم قيّم في مسألة الصحراء الغربية. يستضيف المغرب على أراضيه أعداداً كبيرة من المتطوعين في فيلق السلام سنوياً، ويتعاون في المسائل الاستخباراتية، ويشهد تدريبات عسكرية متقدمة على أراضيه، حتى إنه يجري النظر في نقل مقر القيادة العسكرية الأمريكية الخاصة بإفريقيا (أفريكوم) إلى المغرب بدلاً من ألمانيا"، لكن التقرير يستدرك هذه الخصوصيات في العلاقات الأمريكية المغربية، حيث يؤكد أن إدارة ترامب "قد تخفّض هذا الوجود الأمريكي وتتحوّل نحو الجزائر، المنافِسة الأساسية للمغرب في المنطقة، وتتخذ منها شريكةً لها تعتبرها أقرب إلى تفضيلاتها الأيديولوجية"، ومعلوم أن التنسيق الأمني والسياسي مع الإدارة الأمريكية شهد أوجه خلال عهدة الرئيس الأمريكي جورج بوش، حيث تحتفظ الجزائر بعلاقات وثيقة مع الجمهوريين. ترامب أقل تدقيقا في سجل حقوق الإنسان التقرير الأمريكي قال إن الجزائريين شعروا بالريبة من هيلاري كلينتون، مؤكّدين أنهم يتعاونون في شكل أفضل مع الإدارات الجمهورية ومشدّدين على الخبرة القيّمة التي يتمتع بها جيشهم وأجهزتهم الأمنية في مواجهة الإرهاب الجهادي منذ التسعينيات. يضيف التقرير الذي أوضح أن الجزائريين يمكنهم تأدية دور جيواستراتيجي أساسي للحفاظ على الأمن في الساحل وليبيا، لكن أحداث مالي في العام 2012 كشفت عن أنها مهمة صعبة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى أزمة الرهائن في عين أميناس في العام 2013، بسبب شكوكهم حول المخططات الأمريكية والخط المؤيّد للسيادة. وعن العلاقة بين الجمهوريين والديمقراطيين من جهة والجزائر والمغرب. من جهة ثانية، أشار التقرير إلى أن إدارة ترامب قد تكون أقل تدقيقاً من إدارة أوباما في سجل المغرب والجزائر في مجال حقوق الإنسان، وذلك لمصلحة التعاون في درء التهديدات الإرهابية حول البحر المتوسط"، ومعلوم أن ترامب كان قد نشر على صفحته في موقع تويتر قبيل الانتخابات تفاصيل قضية 12 مليون دولار التي تبرع بها العاهل المغربي لهيلاري كلينتون، والتقارب الموجود بينهما، فيما كان المغرب يراهن على فوز هيلاري التي تؤيد الأطروحات المغربية فيما تعلق بالصحراء الغربية.