يشهد قطاع الصحة، في الآونة الأخيرة، حركة احتجاجات واسعة وتنوع في طرق تنديد عمال القطاع بأوضاعهم الاجتماعية والمهنية، حيث لجأت بعض النقابات إلى الإضراب الوطني· في حين اعتمدت أخرى على الاعتصام أمام الوزارة، أو أمام جامعة الجزائر·وقد التحقت جمعية أطباء الاختصاص بالجزائر، بالحركة الاحتجاجية التي يشهدها قطاع الصحة، حيث اعتصم العديد من الأطباء المختصون، أول أمس، أمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، احتجاجا على أوضاعهم المهنية والاجتماعية، رافعين العديد من المطالب، أبرزها ضرورة فتح حوار مع النقابة الممثلة للأطباء المختصين، بتخفيض حدة التوتر والاحتقان لدى هذه الفئة· واعتبر الأطباء المختصون أن ''تمديد الخدمة المدنية'' يمثل ''العائق'' الأول أمام مسارهم المهني، مطالبين بضرورة فتح حوار وطني ونقاش جاد بخصوص هذه المسألة، مؤكدين أنها تعيقهم· مع العلم أنهم لا يحصلون على شهاداتهم ما لم يؤدي الطبيب المختص الخدمة المدنية كاملة غير منقوصة، حيث طالبوا بإلغائها وفي أحسن الأحوال تقليصها، حيث يضطر الطبيب لتأدية هذه الخدمة لمدة سنة واحدة في جنوب البلاد وثلاث سنوات في الهضاب العليا وأربع سنوات في الشمال·كما طالبت هذه الفئة بمراجعة نظام المداومة على مستوى مصالح الاستعجالات الجراحية والطبية، والتي بلغ حجمها الساعي مابين 60 إلى 80 ساعة في الأسبوع، بالإضافة لمطلبهم المادي المتمثل في رفع ''منحة المداومة''، التي تبقى ''ضعيفة'' في نظرهم مقارنة بالمجهودات التي يبذلونها، بالإضافة لمنحة ''العدوى'' التي تعتبرها ضرورية، بالنظر إلى الاتصال المباشر لأطباء الاختصاص مع المرضى على غرار جميع المستخدمين الطبيين، مع ضرورة رفع ''منحة البحث'' إلى 15 ألف دينار جزائري، والتي لم تعرف زيادة منذ حوالي 20 سنة، وهي في حدود 4 آلاف دينار·من جهة أخرى، تنظم جمعية الأطباء المقيمين بالجزائر، العديد من التجمعات أمام وزارة التعليم العالي، مطالبة بتنحية عميد كلية الطب بالعاصمة، تعبيرا عن استنكارها لعدد من التجاوزات ورفض التحاور مع ممثل الأطباء المقيمين، إضافة إلى الاحتجاج على وضعيتهم وظروف العمل التي وصفوها بالمتدهورة· كما نظم الأطباء المقيمون وقفة احتجاجية، وذلك بارتداء المآزر البيضاء احتجاجا على صمت كل من وزارة الصحة، ووزارة التعليم العالي إزاء أوضاعهم المهنية والاجتماعية المزرية، وأبرز مطالب الجمعية هو اعتمادها بصفة قانونية، خاصة مع رفض عميد كلية الطب الاستجابة لطلب الجمعية بعقد جمعية عامة بتاريخ 11 جانفي المنصرم في مدرج مركز مكافحة السرطان بيار ماري كوري، من أجل مناقشة الوضعية الحالية التي تعيشها هذه الشريحة من المتكونين، وهو ما اعتبروه مؤشرا لفتح باب الحوار وعدم اللامبالاة بانشغالات ومشاكل هذه الفئة·ويدخل إضراب النقابة الوطنية لسلك شبه الطبي يومه الثالث، وهذا تنديدا بتأخر صدور قانونهم الأساسي الذي أعدته اللجان المشتركة خلال الأشهر الماضية، وسيتواصل إلى غاية التزام مصالح وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بتحقيق مطالبهم·