شهدت العديد من ولايات الوطن اعتصامات ومسيرات حاشدة لأصحاب المآزر البيضاء، قادها الأطباء الأخصائيون والممارسون الصحيون عبر 37 ولاية رافعين اللافتات، كما خرج الآلاف من موظفي سلك الصحة للتجمهر أمام مديريات الصحة والمستشفيات الجامعية تنديدا بسياسة التهميش والإقصاء التي تمارسها وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، مؤكدين أن المعركة التي يخوضها الأخصائيون وممارسو الصحة العمومية هي معركة شرف وكرامة يحاول وزير الصحة الدوس عليها حسبهم من خلال تهميش الأخصائيين والممارسين وحرمانهم من أدنى الحقوق، في الوقت الذي كاد الوضع أن ينفلت لو لا تدخل قوات مكافحة الشغب التي طوقت كل الأماكن التي خصصت للاحتجاج. وفي السياق ذاته، قال رئيس النقابة الوطنية للأطباء الأخصائيين يوسفي محمد، إن الأطباء نظموا وقفة احتجاجية داخل مستشفى مصطفى باشا الجامعي بالإضافة إلى مسيرة للتنديد والاحتجاج، مرددين عبارة « وان تو ثري وين راهي ريحة الصحة » كما توعد يوسفي بنقل الحركة الاحتجاجية إلى الشارع، خاصة أن السلطات لم تدرك الوضع مؤكدا أن المعركة التي يخوضها الأطباء هي معركة شرف وكرامة. قال رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية الدكتور إلياس مرابط، أن القطاع شبه الطبي من المرتقب أن يلتحق بالإضراب خلال ال25 من الشهر الجاري، مؤكدا أن الأطباء لن يقوموا بفحص المرضى المتوافدين على الاستعجالات، في المقابل سيقومون بتلقيح المصابين بأنفلونزا الخنازير، انتقاما من وزارة الصحة التي تعمل على تجويع الممارسين في الصحة العمومية، وبشأن عملية الخصم من أجور المضربين ووفقا للتعليمة التي أرسلت إلى مدراء الصحة والسكان والمدراء العامين للمراكز الاستشفائية الجامعية والتي تفيد بالخصم من الرواتب الناجمة عن أيام الإضراب كخدمة غير فعلية لا يترتب عنها أجر، بينما يؤكد الدكتور مرابط على أن استعمال الوزارة لهذه الطريقة لن يجدي نفعا والدليل التحاق العديد من الولايات بالإضراب. الأخصائيون النفسانيون يتظاهرون أمام وزارة الصحة خرج المئات من الأخصائيين النفسانيين إلى الشارع مرتدين المآزر البيضاء للاحتجاج أمام وزارة الصحة، متوعدين بتصعيد الاحتجاج والدخول في إضراب مفتوح عن العمل. وأوضح المحتجون الذين تجمهروا أمس، أمام مقر وزارة الصحة للاحتجاج على الظلم والتعسف الذي لحقهم جراء النقائص التي تضمنها القانون الأساسي، كما طالبوا بإعادة النظر في القانون في المواد المتعلقة بالإدماج والترقية، التي أقصت المعنيين من الترقية على مدى الحياة في الوقت الذي تم فيه منح الاختصاصات الأخرى مزايا وترقيات على غرار كل من الصيدلانيين والممارسين الصحيين. وقال خالد كداد رئيس النقابة الوطنية للأخصائيين النفسانيين، إن كل اللقاءات التي جمعته بوزارة الصحة فاشلة وتسعى في كل مرة إلى احتواء الوضع من خلال إرسال جملة من الوعود التي لا تنفذها في آخر المطاف، مستغربا الاتهامات التي أطلقتها وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات خلال الاجتماع الذي جمعها مع الأخصائيين النفسانيين، على مديرية الوظيف العمومي إدراج إجراءات استثنائية للتدرج في الرتب في القانون الأساسي للأخصائيين، مما تسبب في إقصائهم من الترقية في الرتب. وقال رئيس النقابة الوطنية للأخصائيين النفسانيين، إن النقابة لا تزال متمسكة بأرضية المطالب التي لن تتراجع عليها، كما أكد تصعيد لهجة الاحتجاج فيما لم يتم تحديد بعد تاريخ الإضراب الذي ستخوضه خلال الأيام القليلة القادمة، موضحا أن الوزارة لا تزال تتماطل في تنصيب اللجنة الوطنية لمناقشة نظام التعويضات، بالرغم من أن النقابات رفعت مقترحاتها حول النظام للوزارة، مستنكرا عزوف الوزارة عن مراجعة القانون الخاص بالصحة العمومية وكذا تقييم الخريطة الصحية.