نظم فضاء ''صدى الأقلام'' للمسرح الوطني محي الدين بشطارزي مساء أول أمس، ندوة مفتوحة تحت عنوان ''التواصل الثقافي في المواقع الاجتماعية'' نشطها مجموعة من الإعلاميين والباحثين في علم الاجتماع الثقافي من بينهم الباحثة الاجتماعية أمينة عمروش والباحث الإيريتري عبد المحسن البليني والمدون الجزائري يوسف بعلوش. واتفق المتدخلون على الدور الكبير الذي أصبحت تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي؛ ومدى الوعي الثقافي والحضاري الذي تشكله كونها استطاعت مؤخرا أن تحدث تغييرات جذرية في المجتمعات العربية وتقلب حتى أنظمة الحكم مثلما حدث في تونس ومصر. واعتبر المدون يوسف بعلوش أن موجة ''الفيسبوك'' في الجزائر لا تتعدى السنة والنصف بالنظر إلى الأحكام المسبقة التي كانت تروج حول هذه الوسيلة. ونوه المتدخل بالدور الكبير الذي أصبح يلعبه ''الفيسبوك'' في حياة الفرد باعتباره استطاع تحويل العالم إلى بيت بغرف متجاورة، وأصبح منبرا للتعبير الحر وتكوين الصداقات الافتراضية، وهو ما جعل عدد المنظمين إليه يفوق المليون شخص يوميا. ومن جانبها، أوضحت الأستاذة أمينة عمروش أن تأثير وسائل الإعلام الحديثة الممثلة في ''الفيسبوك'' و''التويتر'' و''المدونات'' أكبر بكثير من تأثير الإعلام التقليدي بكل أنواعه. معتبرة إياها السبب المباشر فيما فعلته مؤخرا من قلب لموازين الأنظمة السياسية ببعض الدول العربية في ظرف وجيز، وهو ما لم تتمكن وسائل الاتصال التقليدية أن تفعله على مدار أعوام. أما الباحث عبد المحسن البليني، فأكد أن مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة كانت بمثابة المحرك الذي أوجد المساحة في الأحداث التي جرت بكل من مصر وتونس، والتي مكنت من إلغاء السلطة كمفهوم وواقع، متسائلا في الوقت ذاته عن مدى مصداقية هذا الإعلام. وأكد البليني أن ''الثورة السياسية'' فكرة سائدة ومتداولة حتى بين أفراد الأسرة ولم تكن مواقع التواصل الاجتماعية من ضغطت على زنادها، بدليل أنها لم تستطع أن تحدث ''ثورة ثقافية'' حقيقية التي لا تزال إلى اليوم مقتصرة على النخبة.