لا يزال تلاميذ الاقسام النهائية والمتوسطة ينتظرون اساتذتهم، بالرغم من مرور شهر على الدخول المدرسي، خاصة اساتذة اللغة العربية والرياضيات، الفرنسية والانجليزية وهو الأمر الذي أدخل أولياء التلاميذ في حيرة وقلق كبيرين، خاصة أن فترة الفروض سوف تنطلق قريبا. وعبر تلاميذ القسم النهائي بثانوية عبد العزيز رضوان بن قدور، بالعاشور في العاصمة، عن استيائهم من نقص في أساتذة الفلسفة والرياضيات وهو الأمر الذي جعل بعض التلاميذ يثورون على إدارة الثانوية ويدعون لتوفير الأساتذة، باعتبار أن انعدام أساتذة في هاتين المادتين الضرورتين بالنسبة للسنة الثالثة ثانوي أمر غير معقول. المشكل نفسه يعاني منه تلاميذ السنة أولى ثانوي بعين النعجة، حيث قام ولي أمر تلميذ بتغيير الثانوية لابنه بعد أن طال غياب الأساتذة، معتبرا أن هذا التقصير في توفير الأساتذة ناتج عن سياسة دفع التلاميذ إلى الدروس الخصوصية، ومن هذا المنطلق يصبح الأستاذ هو الرابح في الموضوع والخاسر الكبير هم الأولياء - حسبه -. أما بإكمالية العاشور الجديدة، فبات تلاميذ السنة الثالثة متوسط عرضة للتغيير المستمر لأساتذة اللغتين الفرنسية والانجليزية، ففي شهر تم تغيير أساتذة المادتين 3 مرات وهو الأمر الذي أربك أولياء التلاميذ، معتبرين أننا نشهد بداية سنة دراسية غير مستقرة إلى جانب عدم توفر الكتب والذي قد يؤثر على الاستيعاب الحسن لأبنائهم وهو ما يتنافى مع الأسلوب الصحيح الذي تنتهجه المنظومة التربوية في بلدان العالم، وقد يعكس نتائج غير مرغوب فيها بالنسبة إليهم. من جانب آخر، اعتبر رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، أحمد خالد، أن نقص الاساتذة في بعض المؤسسات التربوية يعود لانعدام التأطير للأساتذة، منهم الذين تحصلوا على مناصب شغل في السنوات الاخيرة في المدرسة العليا للاساتذة والجامعات، إلى جانب خروج نسبة كبيرة من الاساتذة للتقاعد، خاصة النساء اللواتي سارعن إلى التقاعد المسبق وهو ما جعل القطاع يعاني من نقص شديد في الاساتذة. وذكر احمد خالد في تصريح ل«البلاد" أن اكثر من 60 بالمائة من الناجحات في مسابقة التوظيف التي اعلنت عنها وزارة التربية امتنعن عن الالتحاق ببعض المؤسسات التربوية بحكم بعد المسافة وهو الامر الذي حدث مع المدارس المتواجدة بالهضاب العليا وفي الاماكن الصحراوية وهو الامر الذي تسبب في شغور كبير في الاساتذة، خاصة في المواد الاساسية منها بالاخص مادة الرياضيات، معتبرا أن هذه الظاهرة تتكرر كل سنة. من جانب آخر تعيش ثانوية زينب أم المساكين بالعاصمة، نوعا من الاستقرار نظرا لصرامة الإدارة في تسيير الشؤون التنظيمية للمؤسسة، خاصة أن هذه الثانوية تسجل سنويا تفوقا معتبرا وهذا ما جعلها تشهد انطلاق سنة دراسية متوازنة من خلال توفير الأساتذة بالنسبة لكل السنوات.