شركاء من خارج أوروبا مستعدون لمواجهة المشاكل وتخطي الصعوبات أكد وزير الصناعة والمناجم، يوسف يوسفي، أن هناك تقدم مسجل في قطاع الصناعة الميكانيكية، بفضل الصناعة العسكرية وصناعة السيارات، مفيدا أن هناك عدة مصانع رأت النور في السنوات الأخيرة والتي شرعت في تركيب السيارات، موضحا "الجزائر لا تريد فقط تركيب السيارات، بل الانتقال إلى مرحلة إنتاج التجهيزات التي تدخل في التجميع من أجل الوصول لتلبية الطلب الداخلي وبلوغ مرحلة التصدير"، مشيرا إلى أن الكثير من الشركات الفرنسية التي تنشط في هذا المجال يمكن أن تكون رائدة في السوق الجزائرية، موجها في خطاب غير مباشر رسائل قوية إلى المستثمرين والشركات الفرنسية التي تتردد في الاستثمار. وبخصوص الصناعة الحديدية والتعدين، أوضح يوسف يوسفي، خلال منتدى الأعمال الجزائري الفرنسي الذي نظمه منتدى رؤساء المؤسسات وحركة المؤسسات الفرنسية (ميداف)، "أن الجزائر تستورد حاليا نصف احتياجاتها من الخارج، ستتمكن خلال 5 سنوات من تحقيق الاكتفاء الذاتي وتوجيه الفائض نحو الخارج"، مشيرا إلى إطلاق مصنعين لإنتاج الحديد في إطار الشراكة، معرجا على قطاع النسيج الذي سيشهد في غضون شهرين إطلاق مركب ضخم غرب البلاد والذي سيوجه ما لا يقل عن 60 بالمائة من إنتاجه للسوق الخارجية وسيوظف مستقبلا ما لا يقل عن 25 ألف عامل، مبرزا أن كل هذه المشاريع، تدفع إلى التفاؤل بمستقبل الصناعة في الجزائر. وقال يوسفي "هناك منافسة قوية من الشركاء القادمين من خارج أوروبا أو من غير فرنسا وهم مستعدون لمواجهة المشاكل وتخطي الصعوبات وهم يخاطرون ويحققون أرباحا كبيرة"، مضيفا أن مصالحه سجلت نجاحات كبيرة ولم تسجل حالات إخفاق وإن كانت فهي قليلة، مشددا على أن كل القطاعات مفتوحة أمام الأجانب للشراكة لا سيما مع الشركات الفرنسية، مضيفا أن الحكومة ستعمل على معالجة المشاكل التي يثيرها المتعاملون فيما يتعلق بتأخر تسديد المستحقات أو تحويل الأموال وكذا بعض العراقيل الإدارية التي سيتم حلها، مضيفا أن قرار الجزائر تنويع اقتصادها هو قرار سياسي واستراتيجي قرره الرئيس بوتفليقة، مضيفا أن الحكومة مصرة على تنفيذ هذا المسعى وبلوغ هذا الهدف. كما كشف وزير الصناعة والمناجم ، أن متعاملين ومستثمرين "حولوا" قاعدة الشراكة 51/ 49 التي تضبط مشاريع الشراكة في الجزائر لصالحهم، رافضا الإفصاح عن تفاصيل بشان عمليات التحايل التي سجلتها وزارة الصناعة، وأوضح قائلا "لا أود القول أكثر من هذا"، وقال مخاطبا المستثمرين الفرنسيين، إن هذه القاعدة لا تزعج المستثمرين الآخرين من دول أخرى، قبل أن يضيف أن الشركات الفرنسية تواجه منافسة شرسة من المستثمرين الآخرين الراغبين في الاستثمار بالجزائر. ودافع يوسف يوسفي، عن استراتيجية الحكومة لإعادة بعث النشاط الصناعي، مؤكدا أنه رغم كل المشاكل هناك الكثير من الانجازات التي تحققت في قطاعات متعددة، على غرار قطاع الصناعة، حيث شرعت الجزائر في تصدير الاسمنت منذ العام الماضي وتوقع تحقيق فائض في الإنتاج بنسبة 40 بالمائة في غضون 3 سنوات، مضيفا أن الجزائر ستشرع قريبا في تصدير مواد البناء على غرار الحديد والسيراميك.