أخذ اتحاد الكتاب الجزائريين في الفترة الأخيرة يحاول العودة إلى الواجهة بعد حالة الجمود التي قبع فيها لسنوات جراء صراعات بين أطرافه وصلت إلى أروقة المحاكم على خلفية الطعن في شرعية العديد من المؤتمرات من بينها التاسع الذي عقد العام الماضي وجددت فيه ''الثقة'' في الشاعر يوسف شقرة رئيسا وفي خطوة استحسنها كثيرون، أعلن الاتحاد مساء أول أمس عن افتتاح الفضاء الثقافي ''المقهى الأدبي'' بمبادرة من مدير ''دار الحكمة'' أحمد ماضي، وذلك كأول تجربة على المستوى الوطني. واعتبر شقرة في الكلمة التي ألقاها، أن هذا المقهى أسس ليكون تعزيزا للمشهد الأدبي والثقافي الجزائري، كونه سيجمع مبدعين وكتابا وإعلاميين دون استثناء، موضحا أن فكرة تأسيسه جاءت انطلاقا من توصيات مؤتمر 2009 الذي عقده اتحاد الكتاب في العاصمة الجزائريين، والتي شدد خلالها على ''سياسة البناء من الداخل''. وأكد المتحدث أن هذا الفضاء يمثل خطوة أولى ستتبعها خطوات أخرى على مستوى 30 ولاية، وذلك بهدف استحداث فضاء حر للنقاش، كما كشف شقرة عن مشروع إعادة بعث ''مجلة الإتحاد'' التي ''حنطت'' لأعوام، كما ذكر، إلى جانب مشاريع أخرى طموحة سيتم الإعلان عنها مستقبلا. من جهته، أكد مدير ''دار الحكمة'' أحمد ماضي أن هذا الفضاء سيكون ملتقى تعاون بين النقاد والمبدعين من مختلف الحقول الفنية، موضحا أن فكرته ترجع لأكثر من 20 سنة، وهو ''استنهاض للهمم وتشجيع للإرادات التي من شأنها تكثيف فضاءات الحوار والتعاون والترقية الثقافية على اختلاف آرائها''، مشيرا إلى أن المقهى سيسعى بقدر الإمكان إلى استقطاب المؤلف والترويج لكتبه وإبداعاته من خلال عرض لأعماله يليق بمقام الجهد المبذول من طرفه، حسب قوله، إضافة إلى تزويده بالوسائط العصرية عبر شبكة الانترنت وذلك بهدف تسهيل مهمة التواصل للكتاب فيما بينهم وعبر العالم الخارجي. وأكد ماضي أن افتتاح هذا المنبر الثقافي يأتي ليتزامن مع الذكرى التاسعة والأربعين ل''عيد النصر'' حتى يضفي عليه صبغة النصر، وفق تعبيره.