التحقيقات تمتد إلى مدينة ليون بالتنسيق مع السلطات الفرنسية شبكة توزيع القطع الحربية تنشط عبر ولايات الوسط وشرق البلاد
أفلحت فرقة البحث والتدخل التابعة لأمن ولاية الجزائر العاصمة في تفكيك شبكة دولية خطيرة متخصصة في تهريب الأسلحة من فرنسا إلى الجزائر وتمكن عناصر الأمن من توقيف رئيس العصابة وهو شاب في الثلاثينات من العمر و6 أعوان من الجمارك بميناء العاصمة بعد تحريات عميقة. وتجري الجهات الأمنية تحقيقات واسعة للإطاحة بعناصر أخرى داخل وخارج الوطن بعد حجز أجهزة هاتف تضمنت مراسلات إلكترونية بين أفراد الشبكة لترتيب عملية إدخال قطع الأسلحة الحربية. وأفاد مصدر عليم أن مصالح الشرطة بالعاصمة تحركت بناء على معطيات مفصّلة تفيد بتدبير شبكة دولية لتهريب أسلحة ثقيلة من فرنسا إلى الجزائر عبر ميناء العاصمة. وتابعت المصادر أن عناصر مكافحة الجريمة الإلكترونية حازت أيضا على إحدى المراسلات التي تمت بين جزائريين مغتربين، أحدهما كان في فرنسا والآخر لا يزال في الجزائر لتنطلق التحريات بشكل متسارع، خاصة بعد تفطن مصالح الأمن إلى حركة مشبوهة على مستوى بعض الأعوان الجمركيين. وأفضت تحقيقات الشرطة حسب المعلومات المتوفرة إلى اكتشاف تواطؤ مفضوح لستة من أعوان الجمارك مع عناصر الشبكة. وأضافت المصادر، أن زعيم العصابة وهو شاب مغترب في الثلاثينات من العمر والذي يقيم في ليون الفرنسية أقدم على تفكيك قطع الأسلحة الحربية، داخل سيارة نفعية من نوع "بيجو406". واستفاد الشاب المغترب وفقا لمعاينات عناصر الأمن من تسهيلات كبيرة في ميناء الجزائر لتمكينه من تهريب الأسلحة. وخلصت العملية الأمنية وفقا لهذه المصادر إلى حجز شحنة سلاح 6 قطع حربية ثقيلة، إضافة إلى 3 بنادق صيد وكميات كبيرة من الذخيرة. وتكتمت قوات الأمن عن وجهة قطع السلاح التي تقدر قيمة كل واحدة منها بحوالي 10 آلاف دولار. وترجح مصادر على صلة بالقضية، تحدثت ل«البلاد" وجود أشخاص آخرين ضالعين في نقل السلاح من فرنسا إلى الجزائر بتواطؤ أطراف جمركية. كما رجحت وجود قطع أسلحة أخرى تكون قد أخذت وجهتها إلى أماكن مغايرة قد تكون بالعاصمة أو مدن أخرى. وأفادت المصادر وفقا للعناصر الأولية للتحقيق أن رئيس الشبكة المغترب يتكفل مع شركائه بكل العملية في مدينة ليون بفرنسا إلى غاية شحن السيارات المحملة بالسلاح في الباخرة، في الوقت الذي تمتد فيه شبكة توزيع هذه الأسلحة عبر ولايات الوسط وشرق البلاد، على غرار العاصمة وتيزي وزو وبجاية وبرج بوعريريج وباتنة وخنشلة وتبسة وأم البواقي. ولم تتمكن التحقيقات من معرفة ما إذا كانت هذه المرة الأولى التي تتورط فيها العصابة في محاولة إدخال الأسلحة أم لا، إلا أن الواقع يؤكد أن فطنة فرقة البحث والتحري وكذا أعوان الأمن بالميناء، مكنت من إحباط العملية الخطيرة من نوعها خلال ظرف وجير. وتخص هذه المرة 3 أسلحة من نوع "كرابيل"، بندقية صيد. وقد تم التحقيق مع المتهمين أمام قاضي التحقيق بالغرفة الخامسة وتسجيل تصريحاتهم وينتظر أن يصدر وكيل الجمهورية أمر بإيداع الموقوفين نظرا لخطورة الوقائع مع توجيه اتهامات ثقيلة لهم تخص استيراد بضاعة محظورة، إساءة استغلال الوظيفة، تلقي مزية غير مستحقة في انتظار ما ستسفر عنه المحاكمة.