عاد الفرنسيون إلى عادة النفخ في كير الفتنة بالجزائر من جديد، وهذه المرة بالتحديد من بوابة ملف الرئاسيات باختراق جدار واجب التحفظ عند مسؤولين فرنسيين استقبلهم الرئيس مؤخرا إثر زيارتهم للجزائر في إطار التباحث حول العلاقات الاقتصادية بين البلدين حيث لم يتردد المسؤولون الفرنسيون في الإسراع إلى الترويج لما يكون قد دار بين الرئيس والمسؤولين الفرنسيين تركيزا وتسليطا للضوء على موضوع الرئاسيات المقبلة، حيث نقلت الوكالة الفرنسية للأنباء انطباعات المسؤولين الفرنسيين وقولهم إن الرئيس شرع يفكر في خليفته• وعلى الرغم من أن عبارة الانطباع الواردة في تصريح المسؤولة الفرنسية وهي تسرد قصة الاستخلاف قد تعرضت لعملية تعتيم مع سبق الإصرار والترصد، ما يجعل من الخرجة الإعلامية لهؤلاء الفرنسيين تبقى إحدى معاني النفخ الفرنسي في كير الفتنة مجددا وإحدى معاني رفض الفرنسيين للقبول بحقيقة نهاية عهد الهيمنة الاستعمارية سواء منها القبلية أو البعدية، خاصة إذا علم بلغة ما لم يقله المسؤولون الفرنسيون للوكالة الفرنسية للأنباء، أن زيارتهم للجزائر جاءت في إطار إنقاذ ما يمكن إنقاذه في العلاقات الجزائرية الفرنسية تجاريا واقتصاديا، ما يدعوإلى عدم استبعاد معاني الابتزاز السياسي ومنطق لي الذراع، ظنا من الفرنسيين أن الأمر متاح وممكن، بل ويسمح للفرنسيين بإضفاء النكهة الفرنسية على الانتخابات الرئاسية في الجزائر وهذا بطبيعة الحال نتيجة اعتمادهم على معطيات داخلية عادة ما تستقيها المراصد الفرنسية من مشكاة الذين يجيدون أداء الأغنية المطلوبة من المستمعين وهو الخطأ الجسيم المتكرر الذي لازال الفرنسيون يرتكبونه عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرار أو الحديث عن الشأن الجزائري. وقد سبق للفرنسيين في العديد من المناسبات أن وقعوا خطيئة الخوض في الشأن الجزائري بطريقتهم الفجة المعهودة، وهما منهم بأنهم لازالوا كما كانوا في عهد الأحادية الإعلامية العالمية في مستوى التأثير في صناعة الحدث في الجزائر أو توجيه الرأي العام الجزائري بعدما تحرر من قبضة لوموند وغيرها من وسائل الإعلام الثقيلة في فرنسا والتي كان يطل من على بلاطوهاتها المسؤولون الفرنسيون وهم يؤدون دور جهينة في مسرحية الخطباء. فالاستعمار تلميذ غبي وبليد لا يتعلم ولن يتعلم وما أطل به المسؤولون الفرنسيون على الجزائريين عشية انتخابات رئاسية يأتي ليؤكد مجددا أن فرنسا الحريات والديمقراطية والمؤاخاة لازالت استعمارية العقلية والثقافة.