يبدو أن رغبة قصر الإليزيه في إعادة تسخين العلاقات الثنائية بين الجزائروفرنسا، عن طريق إرسال وزير الداخلية بريس هورتوفو في زيارة عمل إلى الجزائر، لن تتحقق، نظرا لتوتر العلاقات بين البلدين، في عدد من الملفات الشائكة وذات الأهمية، ومن بينها الاعتراف الرسمي الفرنسي بجرائم حربها ضد الشعب الجزائري. أشار الموقع الإلكتروني ''كل شيء عن الجزائر''، نقلا عن مصادر لم يكشفها أن الجزائر أبلغت رسميا الحكومة الفرنسية بقيادة رئيس الوزراء فرنسوا فيون، برفضها الرسمي زيارة وزير الداخلية الفرنسي بريس هورتوفو، الذي كان يأمل في التباحث مع مسؤولين جزائريين حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى استعراض نتائج الاتفاق الأمني، الذي يندرج في إطار مكافحة الإرهاب والاتجار في المخدرات وتبييض الأموال، الموقع بين البلدين في سنة 2008، إضافة إلى عدد آخر من الملفات التي لم تجد حلا نهائيا. ويرى متتبعون للعلاقات بين الجزائروفرنسا، أن الوزير الفرنسي كان سيحمل إلى الجزائر رسميا، تذمر قصر الإليزيه والشركات الاقتصادية الفرنسية والأوروبية عموما، من الإجراءات القانونية والاقتصادية الأخيرة التي تبنتها حكومة أويحيى لحماية الاستثمار، اإذ اعتبرو أن هذه الإجراءات غامضة، خاصة ما تعلق منها بفوائد الاستثمارات واشتراط فتح رأسمال الشركات الموجودة في الجزائر على شركاء محليين، خاصة وأن الجزائر تعتبر أكبر شريك تجاري إفريقي لفرنسا ب 12 مليار دولار، كما بلغت الاستثمارات الفرنسية 350مليون دولار سنة 2008ب 300 شركة فرنسية، إضافة إلى أن المبادلات التجارية بين الجزائروفرنسا قفزت إلى 4.31 مليار دولار خلال عامين، رغبة من الحكومة الفرنسية في حمل الجزائر على مراجعة هذه الإجراءات التي تندرج في إطار السيادة الوطنية للدولة الجزائرية. كما يغلب الماضي الاستعماري الفرنسي للجزائر، على العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة مع إسرار فرنسا على انتهاج سياسة واضحة المعالم، تصب في خانة التنكر لجرائمها المروعة إبان الحقبة الاستعمارية الفرنسية في حق الجزائريين، وهو الملف الذي مازال يعكر صفو العلاقات بين الجزائروفرنسا، خاصة مع سلوك فرنسا طريق تمجيد ماضيها الاستعماري، الذي أسال الكثير من الحبر . ويعتبر وزير الداخلية الفرنسي هورتوفو المقرب من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أحد الأطراف الفاعلة الذي ساهم في إثارة التشويش على العلاقة بين الجزائروفرنسا، في ملف التعامل مع الحركى وإقامة الجزائريين في التراب الفرنسي.