ألقت القوات الخاصة الفرنسية مساء أمس، القبض على رئيس ساحل العاج المنتهية ولايته لوران غباغبو في مقره بأبيجان، وسلمته لقوات الرئيس المنتخب والمعترف به دوليا الحسن وتارا، وذلك بعد معارك طاحنة في محيط قصر الرئاسة، وتدخل القوات الأممية والفرنسية. وكان غباغبو قد رفض التخلي عن الحكم وكل دعوات الحوار التي أطلقها وتارا، آخرها مشروع المصالحة والحكومة الائتلافية. وشهدت العاصمة أبيجان خلال الأيام الماضية حربا حقيقية بين القوات الموالية لغباغبو، والقوات الأممية والفرنسية التي قصفت مروحياتها المقر الذي يتحصن فيه ودمرته جزئيا، وذلك بعد وقت قصير من تهديد للأمين العام للأمم المتحدة باستخدام ''جميع الوسائل الضرورية'' لوقف استخدام غباغبو الأسلحة الثقيلة، بينما دعا غباغبو أنصاره إلى استهداف القوات الفرنسية والأممية. وكانت مروحيات فرنسية ودولية بدأت أمس تنفيذ عملية جديدة لتدمير الأسلحة الثقيلة في محيط مقر لوران غباغبو في مدينة أبيدجان. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن المتحدث باسم الأممالمتحدة قوله ''تهاجم المروحيات أهدافا قرب المقر الرئاسي إضافة إلى قواعد عسكرية''. واتهم متحدث رئاسي فرنسا بالسعي لقتل غباغبو الذي رفض قبول الهزيمة في الانتخابات الرئاسية، وظل في الأيام الماضية متحصنا في ملجأ أسفل المقر الرئاسي بعد انهيار المحادثات حول وقف إطلاق النار مع القوات المتقدمة نحو مقره والموالية لخصمه الرئيس المعترف به دوليا الحسن واتارا. وقال حمدون توري المتحدث باسم الأممالمتحدة ''لقد أرسلنا بعثة لمحاولة تحديد مواقع الأسلحة الثقيلة جميعها''، مضيفا ''وجدنا أسلحة ثقيلة في محيط المقر الرئاسي، وكذلك وسط المقر وفي معظم المعسكرات في أبيدجان. والعملية هي لإسكات هذه الأسلحة الثقيلة فقط''. ومن جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان أصدره أول أمس، إنه طلب شن هذه الغارات، لأن قوات غباغبو كانت تستخدم الأسلحة الثقيلة ضد السكان المدنيين وقوات حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية. وأضاف أنه أصدر أوامره للقوات الدولية ''باستخدام جميع الوسائل الضرورية للحيلولة دون استخدام هذه الأسلحة''، ودعا غباغبو إلى تقديم استقالته فورا. وأكد بان كي مون على ضرورة وقف الهجمات التي تشنها قوات غباغبو على المدنيين. من ناحية أخرى، فسر محللون رفض غباغبو التخلي عن الحكم رغم فشله في الانتخابات، باستناده على الأقلية المسيحية التي يمثلها والبالغة حوالي 40 بالمائة من السكان، والتي تتمركز بالعاصمة أبيجان في الجنوب، حيث يسيطر المسيحيون على كافة مؤسسات الدولية ودواليب السلطة على حساب الأكثرية المسلمة المتمركزة شمالا، والتي يمثلها الحسن وتارا. ويعتقد المحللون أن القوات الفرنسية كان بوسعها الحسم في الأمر خلال ساعات، غير أنها تخوفت من نشوب حرب أهلية طاحنة في حال قتل غباغبو، بالنظر إلى هيمنة اللوبي المسيحي على الدولة، وهو الأمر الذي أدركه وتارا منذ البداية، مما جعله يعرض التفاوض رغم كونه رئيسا منتخبا.