تسجل أغلب المشاريع الثقافية عبر ولاية البليدة وضعية جد مزرية، تتزامن مع حرمان بعض البلديات من هذه المرافق الضرورية، رغم التنوع الثقافي الذي يميز الولاية الأمر الذي أوجد فراغا ثقافيا دفع بأغلبية الشباب إلى الانحراف، كما يساهم في اضمحلال التراث الثقافي بالمنطقة. ويبدو أن السلبيات التي تميز المنشآت الثقافية بالولاية تطغى اليوم على الإيجابيات. باعتبار أن البليدة تتوفر على 40 مؤسسة ثقافية أغلبها متضررة بشكل أو بآخر، حيث تكشف المعاينات الميدانية الأضرار الكبيرة التي تميز هذه المرافق، فإذا تحدثنا عن المراكز الثقافية بالولاية مثلا، فإن 99 بالمائة منها تشكو الرطوبة العالية والتصدعات على مستوى الأسقف والجدران بسبب تسرب مياه الأمطار، بالإضافة إلى افتقارها لمعايير البناء السليمة، وكذا التهيئة الضرورية. وبالنسبة للمشروع الكبير لدار الثقافة المتمركز بشارع ''باب الجزائر'' وسط المدينة، فقد تحول إلى أطلال نتيجة الإهمال، حيث لم تتجاوز نسبة الأشغال المتوقفة نسبة العشرين بالمائة. مما حول أجزاء كبيرة من المشروع إلى أوكار لتعاطي المخدرات. من جهة أخرى، توقفت قاعات السينما عبر الولاية عن تأدية الغرض الذي أنشئت من أجله خلال السنوات الأخيرة، على غرار قاعة السينما ببلدية ''مفتاح'' التي تحولت إلى شبابيك لدفع فواتير الكهرباء، وأخرى تم غلقها كقاعتي السينما ببلديتي ''موزاية'' و''العفرون'' و''قاعة الجمهورية'' المعروفة باسم ''الروايال'' ببوفاريك المتضررة من الزلزال، بالإضافة إلى ''قاعة النهضة'' المعروفة باسم ''الكلوب''، و''قاعة'' التيفولي''. وبخصوص قاعات المسرح شبه الغائبة بالولاية باستثناء قاعة المسرح ''محمد التوري'' وسط البليدة، فهي تشكو تسرب الأمطار من السطح، وغياب التهوئة في ظل الرطوبة العالية على غرار ''قاعة متيجة'' في بوفاريك والمعروفة ب''مبنى الكوليزي'' الذي يعد رابع أكبر المسارح بالتراب الوطني. وتوقف هذا المعلم عن احتضان النشاطات الثقافية بغرض الترميم الذي دام سنوات دون إعادة فتحه من جديد. كما يسوقنا الحديث إلى الكلام عن مكتبة مدينة البليدة المهددة بالانهيار، وهي التي تحتوي على 20 ألف عنوان، ولاتزال عرضة للإهمال في ظل صمت السلطات المعنية.