أسدل الستار على العملية الانتخابية للرئاسية بولاية بجاية. هذه العملية التي جرت في ظروف عادية جدا، حيث افتتحت كل المراكز والمكاتب عبر تراب الولاية على الساعة الثامنة صباحا. لقد كان الإقبال محتشما في بداية عملية الاقتراع حيث سجلت نسبة 86.20 بالمائة في حدود الساعة التاسعة والنصف صباحا، إلا أن هذه النسبة ارتفعت في نهاية العملية الانتخابية إلى 63.92 بالمائة، وقد سجلت أعلى نسبة بالولاية ببلدية ذراع القايد حيث وصلت فيها المشاركة إلى 28.05 بالمائة، تلتها بلدية درقينة ب 76.94 بالمائة. وسجلت أدنى نسبة ببلدية إغرام بدائرة أقبو حيث لم تتعد فيها نسبة المشاركة 60.71 بالمائة. أما عن مدينة بجاية فقد وصلت نسبة المشاركة فيها إلى 60•03 بالمائة. وقد أجمع الملاحظون على أن النسبة المسجلة بولاية بجاية معتبرة مقارنة بالنسبة المسجلة في الانتخابات الرئاسية لسنة 4002 التي شارك فيها الدكتور سعيد سعدي، إذ لم تتعد النسبة 70.61 بالمائة. وقد حصد أغلبية أصواتها الرئيس المنتهية عهدته عبد العزيز بوتفليقة الذي تحصل على حصة الأسد ب 81699 صوتا أي ما يعادل نسبة 28.08 بالمائة من الأصوات المعبر عنها، متبوعا بمرشحة حزب العمال الويزة حنون التي تحصلت على 750141 صوتا وهو ما يعادل نسبة 94.11 بالمائة، ليحتل محمد السعيد بلعيد المرتبة الثالثة بنسبة قدرت ب 83.20 بالمائة، ثم مرشح الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي بنسبة 51•20 بالمائة، متبوعا بمرشح حركة الإصلاح جهيد يونسي بنسبة 47.10 بالمائة، ليأتي رباعين علي فاوزي مرشح حزب عهد 45 في المرتبة الأخيرة بنسبة 24.10 بالمائة. وقد تميزت الانتخابات بولاية بجاية بقيام ممثلين عن جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي بزيارة لبعض مراكز التصويت ببلديات خراطة، دراع القايد ودرقينة ومدينة بجاية في بداية العملية الانتخابية، حيث تبادلا أطراف الحديث مع الناخبين وممثلي المترشحين. وتجدر الإشارة إلى غياب 687 ممثلا للمترشحين على مستوى المراكز الانتخابية. من جهة أخرى سجلت أحداث شغب ببلدية تازمالت غرب الولاية، حيث حاولت مجموعة من الصبية دخول المركز الانتخابي ''عشيو بوجمعة'' وسط مدينة تازمالت، حيث تمكّنوا من تكسير ثلاثة صناديق اقتراع في حدود الساعة الثالثة والنصف بعد الزوال، والاشتباك مع الوحدات الجمهورية للأمن حيث تبادل الطرفان التراشق بالحجارة، إلا أن الهدوء عاد إلى المدينة وتواصلت العملية الانتخابية في ظروف عادية. وقد كشف مصدر أمني موثوق ل''البلاد'' أن هؤلاء الصبية الذين حاولوا التشويش على العملية الانتخابية ببلدية تازملت محرضون من طرف مسؤول محلي معروف عن حزب جبهة القوى الاشتراكية. ومن الجانب الأمني تعرضت قافلة من سيارات تابعة لمصالح بلدية توجة ليلة أول أمس لاعتداء إرهابي بالمكان المسمى ''سوق الجمعة'' على الطريق الولائي رقم 34 التابع إداريا للبلدية ذاتها، حيث كانت تقل صناديق الاقتراع ولوازم خاصة بالعملية الانتخابية عندما أقدمت عناصر من المجموعة الإرهابية بزرع قنبلة تقليدية الصنع على حافة الطريق وتشغيلها بعد مرور الدورية عن بعد، إلا أن العملية لم تخلف أي خسائر بشرية، ماعدا جروح خفيفة عند دركيين كلفا بتأمين القافلة وموظفين ببلدية توجة. وعلى العموم فإن القراءة السياسية الأولى التي يمكن استخلاصها من العملية الانتخابية بولاية بجاية هي أن سكان الولاية انتخبوا عقابا لحزبي الأفافاس والأرسيدي اللذين خسرا رهان المقاطعة.