مطالب بتحيين "المخطط الأمني" لملاحقة عصابات تهريب البشر البلاد - بهاء الدين.م - أعلنت اليوم وزارة الدفاع الوطني أن القوات البحرية أجهضت محاولات هجرة غير شرعية ل 195 شخصا. وأكدت الوزارة أن أفواج الحراڤة كانت على متن قوارب تقليدية الصنع انطلقت من وهران وعين تيموشنت ومستغانم والشلف. وتجري المصالح الأمنية تحقيقات معمقة مع الموقوفين للإطاحة بشبكات تنظيم "رحلات الموت". وفرضت عودة النشاط المكثّف لشبكات الهجرة غير الشرعية بعد أشهر من اندثاره، بتشديد الطوق الرقابي من قبل وحدات حرس السواحل عبر كل المناطق والمنافذ البحرية، وذلك لإفشال أي مغامرات بحرية محفوفة المخاطر عن طريق قوارب الموت، وتفادي تسجيل حوادث درامية تنتهي بموت الحراڤة غرقا مثلما حدث في السنوات الماضية، الأمر الذي أثمر بالتقاف العديد من الزوارق المطاطية العاطلة في عرض البحر، وإنقاذ حياة العديد من الأشخاص من بينهم أطفال قصر، على غرار ما تم مؤخرا عندما أنقذ حرس السواحل 70 شخصا كانوا على متن ثلاثة زوارق مطاطية تعطلت على بعد ستة أميال بحري بالقرب من منطقة كريشتل، وإجلائهم إلى ميناء وهران باستعمال وحدات عائمة. وحسب المعلومات المستقاة من المصالح الوصية المنتشرة عبر ولايات غرب البلاد، فإن فرق الإنقاذ التابعة لحراس السواحل نجحت أيضا في إنقاذ ستة أشخاص كانوا في عرض البحر تائهين، بعد أن خرجوا من شاطئ غزوات الذي تستعمله شبكات الحراڤة لتنفيذ مخططاتها لقرب المسافة بينه وبين السواحل الإسبانية، فضلا عن عمليات إنقاذ أخرى تمت بولايتي عين تموشنت ومستغانم، وذلك انطلاقا من الشواطئ التقليدية على غرار شاطئ بوزجار والميناء الصغير وسيدي لخضر، خاصة أن هذا الأخير يتميّز بوجود منطقة غابية تُمكن منفذي هذه الرحلات من التمويه وتنفيذ عملياتهم بأريحية، من خلال الإفلات من الطوق الرقابي. و بالمقابل يتفق بعض المهتمين بملف الهجرة غير الشرعية أن من بين أسباب تزايد أفواج قوارب الحرڤة بولايات الشرق ومغادرتهم نحو الضفة الأخرى للبحر الأبيض المتوسط، هو نقص العمل "الاستخباراتي" على مستوى بعض الأجهزة الأمنية في تتبع وملاحقة دورية لعصابات المتاجرة بالبشر وصناعة قوارب الموت عبر ولايات سكيكدة والطارف وڤالمة وسوق اهراس وجيجل وغيرها من الولايات المجاورة لولاية عنابة. وتشير مصادر أخرى، أن مصالح أمن ولاية عنابة والمجموعة الإقليمية لحرس السواحل بنفس الولاية، يعانون الأمرّين جراء الملاحقة شبه اليومية لعصابات الهجرة غير الشرعية برا وبحرا، على الرغم من أن أفواج وقوارب الحراڤة تنطلق معظمها من ولايات مجاورة، حيث تكون بداية التخطيط الأولي لانطلاق هذه الرحلات من طرف شباب معظمهم، حسب الإحصائيات التي تحوز عليها المصالح الأمنية، ينحدرون من ولايات سوق أهراس، الطارف، سكيكدة وحتى قسنطينة وأم البواقي، باتنة وكذا ڤالمة وغيرها من الولايات المجاورة لولاية عنابة، مما يعجّل، حسب ذات المصادر، ضرورة تدخل قيادات مختلف الأجهزة الأمنية كالشرطة والدرك الوطني لعقد اجتماعات تنسيقية بين مسؤولي هذه الولايات كل حسب اختصاصه الإقليمي من أجل وضع برنامج ومخطط عمل "مخابراتي" لملاحقة ومحاربة عصابات المتاجرة بالبشر انطلاقا من الولاية التي ينتمي لها المشتبه فيهم، خصوصا أن مصالح أمن ولاية عنابة والمجموعة الإقليمية لحرس السواحل، تمكّنوا خلال الأشهر الماضية، من اعتراض وتوقيف العديد من قوارب الحراڤة، انطلق الشباب الموقفين من شواطئ تابعة إقليميا لولايات الطارف وسكيكدة وكذا ولاية جيجل، مما يطرح تساؤلات حول الطريقة التي تمكّن من خلالها هؤلاء الحراڤة التخطيط الأولي تم مغادرة هذه الشواطئ وركوب القوارب دون أن تتفطن لهم الأجهزة الأمنية العاملة عبر هذه الولايات.