إنقاذ 20 شابا بعد فقدانهم منذ 4 أيام بعرض البحر في مستغانم البلاد - بهاء الدين.م - سجّلت ظاهرة الحرقة في الجزائر، خلال الأسابيع الأخيرة، ارتفاعا كبيرا مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية. كما استغل مئات الشبان التحسّن النسبي في أحوال الطقس من أجل ركوب "قوارب الموت" للوصول إلى الضفة الشمالية للمتوسط، ما كلّف بعضهم حياتهم بطريقة توصف بالمأساوية. وتظهر عمليات التدخل التي تقوم بها القوات البحرية، سواء عبر الواجهة الشرقية أو الغربية للوطن، عودة قوية لنشاط شبكات "الحراڤة"، التي تستعمل قوارب الموت لإغراء الشباب بالولوج إلى أوروبا، وذلك عبر مختلف المنافذ البحرية المتوزعة عبر السواحل. وأعلنت أمس، وزارة الدفاع الوطني، أن قوات حرس السواحل أحبطت محاولات هجرة غير شرعية ل650 شخصا دون أن تخوض في تفاصيل العمليات التي أجهضتها، غير أن المتابعات اليومية للظاهرة تشير إلى أن معظم هؤلاء عاشوا الجحيم في عرض البحر لولا تدخل مصالح حرس الشواطئ. وبالمقابل، تمكنت وحدات الجيش، من توقيف 334 مهاجرا غير شرعي من جنسيات إفريقية مختلفة، وإنقاذ 4 صيادين من الغرق في عرض البحر. وفرضت عودة النشاط المكثّف لشبكات الهجرة غير الشرعية بعد سنوات من اندثاره، تشديد الطوق الرقابي من قبل وحدات حرس السواحل عبر كل المناطق والمنافذ البحرية، وذلك لإفشال أي مغامرات بحرية محفوفة المخاطر عن طريق قوارب الموت، وتفادي تسجيل حوادث درامية تنتهي بموت الحراڤة غرقا مثلما حدث فعلا في وهرانوعنابة وتيبازة، الأمر خلّف موجة احتجاجات لعائلاتهم. ويتفق بعض المهتمين بملف الهجرة غير الشرعية في الجزائر "الحرڤة"، أن من بين أسباب تزايد أفواج قوارب "الحرڤة" بمنطقة الشرق ومغادرتهم نحو الضفة الأخرى للبحر الأبيض المتوسط، هو نقص العمل "الاستخباراتي" على مستوى بعض الأجهزة الأمنية، في تتبع وملاحقة دورية لعصابات المتاجرة بالبشر، وصناعة قوارب الموت، عبر ولايات سكيكدة والطارف وڤالمة وسوق أهراسوجيجل، وغيرها من الولايات المجاورة لولاية عنابة. وتشير مصادر أخرى، إلى أن مصالح أمن ولاية عنابة والمجموعة الإقليمية لحرس السواحل بالولاية نفسها، يعانون الأمرّين جراء الملاحقة شبه اليومية لعصابات الهجرة غير الشرعية برا وبحرا، على الرغم من أن أفواج وقوارب "الحراڤة" تنطلق معظمها من ولايات مجاورة، حيث تكون بداية التخطيط الأولي لانطلاق هذه الرحلات من قبل شباب، معظمهم، حسب الإحصائيات التي تحوز عليها المصالح الأمنية، ينحدرون من ولايات سوق أهراس، الطارف، سكيكدة وحتى قسنطينة وأم البواقي وباتنة وكذا ڤالمة وغيرها من الولايات المجاورة لولاية عنابة، مما يعجّل، حسب المصادر ذاتها، بضرورة تدخل قيادات مختلف الأجهزة الأمنية، كالشرطة والدرك الوطني لعقد اجتماعات تنسيقية بين مسؤولي هذه الولايات، كل حسب اختصاصه الإقليمي، من أجل وضع برنامج ومخطط عمل "مخابراتي" لملاحقة ومحاربة عصابات المتاجرة بالبشر، انطلاقا من الولاية التي ينتمي لها المشتبه فيهم، خصوصا وأن مصالح أمن ولاية عنابة والمجموعة الإقليمية لحرس السواحل، تمكّنوا خلال الأشهر الماضية، من اعتراض وتوقيف العديد من قوارب "الحراڤة"، انطلق فيها الشباب الموقوفين من شواطئ تابعة إقليميا لولايات الطارف وسكيكدة وكذا ولاية جيجل، مما يطرح تساؤلات حول الطريقة التي تمكّن من خلالها هؤلاء "الحراڤة" التخطيط الأولي، ثم مغادرة هذه الشواطئ وركوب القوارب، دون أن تتفطن لهم الأجهزة الأمنية العاملة عبر هذه الولايات. وعلى صعيد متصل، تم اليوم، بسواحل ولاية مستغانم، إنقاذ 20 مرشحا للهجرة غير الشرعية بعد فقدانهم منذ 4 أيام بعرض البحر، حسب المجموعة الإقليمية لحراس السواحل. وأوضح المصدر، أن الوحدات العائمة لحراس السواحل، وبعد ساعات من البحث التي انطلقت أول أمس السبت، تمكنت من العثور على 20 مرشحا للهجرة غير الشرعية من بينهم قاصر على بعد 40 ميلا بحريا، (74 كلم) شمال شرق ميناء مستغانم. وقامت الوحدات ذاتهها -يضيف المصدر نفسه- بإنقاذ المرشحين للهجرة غير الشرعية الذين كانوا على متن قارب انطلقوا به من أحد شواطئ ولاية وهران قبل أربعة أيام للوصول إلى السواحل الإسبانية لكنهم تاهوا في البحر بسبب سوء الأحوال الجوية وسرعة الرياح. وبعد عملية الإنقاذ، تم تحويل المعنيين الذين ينحدرون من ولاية وهران إلى ميناء مستغانم، حيث تلقوا الإسعافات الأولية من طرف وحدات الحماية المدنية. وسيتم في وقت لاحق وبعد إتمام الإجراءات الإدارية والقانونية المعمول بها في مثل هذه الحالات، تسليم هؤلاء المرشحين للهجرة غير الشرعية للعدالة بتهمة محاولة مغادرة الإقليم الوطني بطريقة غير قانونية.