مقري يعلّق: "يبدو أن معطيات الأزمة أرجعت الناس للعقل" بن قرينة: "لما تصلنا من السلطة نرد عليها" بن يونس: "ليس لي تعليق" البلاد - عبد الله نادور - بدأت مبادرة "الإجماع الوطني لبناء جزائر جديدة" تأخذ مسارها في الساحة السياسية، بين متحفظ وبين مستعد للتعامل مع ما يعتبر "التطورات الإيجابية"، خاصة وأنها جاءت باسم تشترك فيه قوى الموالاة والمعارضة، الأولى تطالب بإجماع حول القضايا الاقتصادية والاجتماعية، والثانية تطالب بإجماع سياسي دون تغافل الملف السياسي، في ظل أوضاع تجمع الطبقة السياسية على ضرورة التحرك لمجابهتها. يرى العارفون بخبايا سير وعمل أحزاب الموالاة عموما والتحالف الرئاسي خصوصا، أنه من غير الممكن أو شبه المستحيل حتى على حزب تجمع أمل الجزائر "تاج" وقياداته طرح هكذا مبادرة وبهذا الحجم الذي تم إخراجه من قبل الوزير الأسبق، الذي تحدث عن رعاية وإشراف من رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، لمبادرة "الإجماع الوطني لبناء جزائر جديدة"، قبل أن يتلقى الضوء الأخضر من قبل المخولين بهكذا ملفات، سبق وأن طرحت في الساحة السياسية ولكن لقيت رفضا من قبل السلطة وأحزابها. وتلقى مبادرة تجمع أمل الجزائر تحفظا إلى حد الساعة، من قبل أحزاب الائتلاف الرئاسي، حيث رفض عمارة بن يونس، أمس الأربعاء، لقاء الصحافة، على هامش لقاء جمعه مع رئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة، في إطار المبادرة التي أطلقها هذا الأخير، رافضا بذلك الرد على أسئلة الصحافة المتعلقة أساسا بمبادرة زميله عمار غول، كما أن بوشارب، خلال لقائه بوزير الدولة الأسبق، عبد العزيز بلخادم، مساء يوم الثلاثاء، تحاشى التعليق على مبادرة "الإجماع الوطني" التي أطلقها غول، وحتى بن قرينة أكد للصحافة في تصريحات جد مقتضبة قائلا "لا أرد على مبادرات الأحزاب.. ولما تصلنا المبادرة من السلطة نرد عليها". ويتبين من كل هذا، أن عمار غول، إلى حد الساعة لم يستشر زملاءه في الائتلاف الرئاسي، ممثلين في حزب جبهة التحرير الوطني، التجمع الوطني الديمقراطي والحركة الشعبية الجزائرية، رغم تأكيده في الندوة الصحفية التي أعلن فيها عن المبادرة "أنها لا تنطلق من فراغ"، مع العلم أن غول التقى يوم الاثنين مساءً، بمنسق هيئة تسيير الحزب العتيد، معاذ بوشارب، وبذلك يبقى التساؤل مطروحا، وبالدرجة الأولى، هل ستجد مبادرة غول صدى لدى أعضاء التحالف الرئاسي الرباعي خلال لقائهم، ببيت التجمع الوطني الديمقراطي، يوم الأحد القادم، حيث من المنتظر أن تطغى مبادرة "الإجماع الوطني لبناء جزائر جديدة" حيزا كبيرا من النقاش. من جهته، كان عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، أول المعلقين على مبادرة الوزير الأسبق، عمار غول، حيث اعتبر في تغريدة له عبر "تويتر"، أن "حظوظ مبادرة التوافق الوطني تزداد أكثر فأكثر"، مضيفا "يبدو أن معطيات الأزمة أرجعت الناس للعقل"، ما يفهم على أنه ترحيب غير مباشر بمبادرة غول، التي وصفها بأنها عودة للعقل. ويرى مقري أن بعض التفاصيل "الموثقة" في المبادرة التي طرحتها حركة مجتمع السلم "تلقى القبول عند من كان متحفظا أو مترددا أو رافضا أو متربصا". وأكد مقري في السياق ذاته قائلا "سنتعامل مع هذه التطورات الإيجابية، ونحاول ضبطها بما يخدم الجزائر، لا طموحات هؤلاء الأشخاص أو أولئك". ورجح البعض لجوء غول لدعوة رئيس الجمهورية للإشراف على مبادرته، بمثابة المفتاح الذي يفتح له قلوب وعقول أغلب الأحزاب والفاعلين الاجتماعيين والسياسيين والاقتصاديين لقبول المبادرة، خاصة وأن المعارضة منذ 2014، وهي تطالب بحوار "جامع" تشارك فيه حتى السلطة ولم تمانع أن يكون برعايتها، وهي التي دعتها في عدة مناسبات للجلوس إلى طاولة الحوار. ويبدو أن الأيام القادمة ستكون حبلى بالكثير من المستجدات وردود الفعل في هذا الاتجاه.