البلاد - بهاء الدين.م - لم تمنع الاضطرابات الجوية خلال ال24 ساعة الأخيرة، من تدفق قوارب الحراقة على الشواطئ في محاولة لبلوغ السواحل الإيطالية والإسبانية، حيث اعترضت القوات البحرية عدة رحلات ركب أصحابها البحر، رغم المخاطر المحدقة واستمرار انتشال جثث مهاجرين سريين. أحبط حرس السواحل بوهران، يوم أمس، محاولة هجرة غير شرعية ل14 شخصا كانوا على متن قارب تقليدي الصنع. وبعد إتمام الإجراءات، قامت مصالح حراس الشواطئ بتسليم هؤلاء الحراقة إلى الدرك الوطني لكريستال (غديال)، الذي أحالهم بدوره أمام العدالة، حسبما أفاد مصدر قضائي. وفي عنابة، تم إحباط محاولة للهجرة غير الشرعية باتجاه الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، وتوقيف 23 شابا كانوا على متن قارب من صنع تقليدي ليلة أول أمس، بسواحل مدينة عنابة، حسب مصدر من المجموعة الإقليمية لحراس الشواطئ. وتمت عملية التوقيف على بعد 12 ميلا، شمال شرق رأس الحمراء، وذلك خلال دورية مراقبة عادية لحراس الشواطئ بعنابة، حسبما أفاد به المصدر ذاته، الذي أوضح بأن أفراد المجموعة الموقوفة التي انطلقت من شاطئ "الخروبة" بمدينة عنابة كانوا محشورين على متن قارب واحد، الأمر الذي كان قد يعرض حياتهم للخطر، خاصة وأن منطقة سردينيا بإيطاليا التي كانوا متوجهين إليها سجلت بها تقلبات جوية. وبعد اقتيادهم إلى مقر المجموعة الإقليمية لحراس الشواطئ وإخضاعهم للفحص الطبي، يرتقب تقديم الموقوفين، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 19و35 سنة، وهم ينحدرون من ولاية عنابة، أمام وكيل الجمهورية بتهمة محاولة الهجرة غير الشرعية، كما أضاف المصدر نفسه. يذكر بأن مجموع 310 شابا تم توقيفهم بسواحل منطقة عنابة، منذ جويلية الماضي، في محاولات متتالية للهجرة غير الشرعية باتجاه سواحل إيطاليا. ويتفق بعض المهتمين بملف الهجرة غير الشرعية في الجزائر"الحرڤة"، أن من بين أسباب تزايد أفواج قوارب الحرڤة بولاية عنابة ومغادرتهم نحو الضفة الأخرى للبحر الأبيض المتوسط، هو نقص العمل "الاستخباراتي" على مستوى بعض الأجهزة الأمنية في تتبع وملاحقة دورية لعصابات المتاجرة بالبشر وصناعة قوارب الموت عبر ولايات سكيكدة والطارف وڤالمة وسوق أهراسوجيجل وغيرها من الولايات المجاورة لولاية عنابة. وتشير مصادر أخرى، إلى أن مصالح أمن ولاية عنابة والمجموعة الإقليمية لحرس السواحل بالولاية نفسها، يعانون الأمرّين جراء الملاحقة شبه اليومية لعصابات الهجرة غير الشرعية برا وبحرا، على الرغم من أن أفواج وقوارب الحراڤة تنطلق معظمها من ولايات مجاورة، حيث تكون بداية التخطيط الأولي لانطلاق هذه الرحلات من قبل شباب معظمهم، حسب الإحصائيات التي تحوز عليها المصالح الأمنية، ينحدرون من ولايات سوق أهراس، الطارف، سكيكدة وحتى قسنطينة وأم البواقي، باتنة وكذا ڤالمة وغيرها من الولايات المجاورة لولاية عنابة. وهو ما يعجّل، حسب المصادر ذاتها، بضرورة تدخل قيادات مختلف الأجهزة الأمنية، كالشرطة والدرك الوطني، لعقد اجتماعات تنسيقية بين مسؤولي هذه الولايات، كل حسب اختصاصه الإقليمي، من أجل وضع برنامج ومخطط عمل "مخابراتي" لملاحقة ومحاربة عصابات المتاجرة بالبشر، انطلاقا من الولاية التي ينتمي لها المشتبه فيهم، خصوصا وأن مصالح أمن ولاية عنابة والمجموعة الإقليمية لحرس السواحل، تمكّنوا خلال الأشهر الماضية، من اعتراض وتوقيف العديد من قوارب الحراڤة، انطلق الشباب الموقفين من شواطئ تابعة إقليميا لولايات الطارف وسكيكدة وكذا ولاية جيجل، مما يطرح تساؤلات حول الطريقة التي تمكّن من خلالها هؤلاء الحراڤة من التخطيط الأولي ثم مغادرة هذه الشواطئ وركوب القوارب دون أن تتفطن لهم الأجهزة الأمنية العاملة عبر هذه الولايات.