القبض على 8 مترشحين للهجرة السرية في ليلة "الريفيون" بعنابة وجيجل توقيف 45 "حراڤا" بينهم جزائريان أنقذتهم في جزيرة قرقنة التونسية
البلاد - بهاء الدين.م - أحبطت قوات حرس السواحل 3983 محاولة هجرة غير شرعية إلى الضفة الأخرى من المتوسط، خلال سنة 2018، في تدخلات مختلفة، بشرق ووسط وغرب البلاد. وأكدت وزارة الدفاع التي نشرت الحصيلة العملياتية لمكافحة "الحرقة"، أنه "بالرغم من تضاعف محاولات مغادرة التراب الوطني بطرق غير شرعية، فإن وحدات حرس السواحل لقيادة القوات البحرية تبقى يقظة ومجندة باستمرار قصد إحباط هذه المحاولات". وفي سياق آخر، أحبط عناصر الدرك الوطني، ليلة رأس السنة الميلادية الجديدة، محاولات هجرة غير شرعية لثمانية أشخاص بعنابة وجيجل. وأظهرت عمليات التدخل التي قامت بها القوات البحرية، سواء عبر الواجهة الشرقية أو الغربية للوطن، عودة نشاط شبكات الحراڤة التي تستعمل قوارب الموت لإغراء الشباب بالولوج إلى الضفة الأخرى، وذلك عبر مختلف المنافذ البحرية المتوزعة عبر السواحل. وفرضت عودة النشاط المكثّف لشبكات الهجرة غير الشرعية بعد سنوات من اندثاره، تشديد الطوق الرقابي من قبل وحدات حرس السواحل عبر كل المناطق والمنافذ البحرية، وذلك لإفشال أي مغامرات بحرية محفوفة المخاطر عن طريق قوارب الموت، وتفادي تسجيل حوادث درامية تنتهي بموت الحراڤة غرقا مثلما حدث في السنوات الماضية، الأمر الذي أثمر بالتقاف العديد من الزوارق المطاطية العاطلة في عرض البحر، وإنقاذ حياة العديد من الأشخاص من بينهم أطفال قصر، على غرار ما تم قبل أيام، عندما أنقذ حرس السواحل 70 شخصا كانوا على متن ثلاثة زوارق مطاطية تعطلت على بعد ستة أميال بحرية بالقرب من منطقة كريشتل، وإجلائهم باتجاه ميناء وهران باستعمال وحدات عائمة. وأمام تزايد محاولات الحرقة الجماعية، وجدت مصالح الأمن نفسها مجبرة على التعامل مع الملف. وشرعت مصالح الأمن في إحصاء الملاجئ والموانئ الخالية تماما من نقاط المراقبة التابعة للقوات البحرية لأسباب لوجستيكية، بغية اتخاذ تدابير تسمح بضمان مراقبتها منها فتح مسالك إلى تلك الشواطئ لتسهيل مرور الدوريات الأمنية، ومدها بالإنارة وإنشاء نقاط لمراقبة حركة الملاحة من وإلى أحواض الموانئ، فيما تعمل المصلحة المركزية لحرس السواحل على رفع عدد الزوارق المطاطية والقوارب نصف الصلبة وتسخيرها للمراقبة. وتمكنت مصالح الأمن من تفكيك عدة عصابات متخصصة في تسهيل رحلات الحراقة، على غرار العصابة التي تم تفكيكها مؤخرا في عنابة، بناء على تصريحات حراقة أوقفتهم نهاية الأسبوع الماضي لدى محاولة فوج من الحراقة متكون من 17 فردا الإبحار انطلاقا من شاطئ الخروبة، اعترفوا لدى تقديمهم أمام الجهات القضائية بهوية الأشخاص الذين يقفون وراء تنظيم رحلات الهجرة على متن قوارب الصيد، انطلاقا من سواحل عنابة، والتي كانت تقوم بتنظيم رحلات للحراقة مقابل أرباح صافية في كل رحلة تصل إلى 60 مليون سنتيم، باحتساب ثمن الزورق والمحرك و المصاريف الأخرى. وبحسب الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان والمنظمة الحقوقية، فإن "إحصائيات حرس السواحل التابعة للقوات البحرية لا تعكس العدد الحقيقي حسب العارفين بخبايا الهجرة غير الشرعية"، بسبب "تنوّع وسائل الهجرة وعدم توفر رقم مضبوط ونهائي لعدد الأشخاص الذين غرقوا خلال محاولة الهجرة، وكذلك عدم وجود رقم مضبوط ونهائي للأشخاص الذين نجحوا في الهجرة، ووصلوا إلى الشواطئ الإسبانية والإيطالية ثم توزعوا منها نحو مختلف الدول الأوروبية". من جهة أخرى، أنقذ حرس السواحل التونسي 45 مهاجرا غير شرعي كانوا على متن قارب قبالة سواحل جزيرة قرقنة شرقي البلاد، بينهم جزائريان، بحسب ما أوردت فضائية "روسيا اليوم". " وقال المتحدث باسم حرس السواحل، حسام الدين الجبابلي، يوم أمس الأول، أنه "تم بسواحل جزيرة قرقنة إنقاذ 45 مهاجرا بعد أن تعطل قاربهم، وهم في صحة جيدة". وأوضح الجبابلي، أن غالبية المهاجرين من جنسيات دول إفريقيا جنوب الصحراء، ومن بينهم امرأتان حاملتان وجزائريان، وقد تم التنسيق مع الهلال الأحمر التونسي لإيوائهم. وانطلق المهاجرون من السواحل الليبية وكانوا في اتجاه السواحل الأوروبية، وفقا للمتحدث. وتعتبر تونس نقطة عبور للمهاجرين غير الشرعيين القادمين من دول إفريقية باتجاه السواحل الأوروبية، وخاصة الإيطالية منها.