شعارات جديدة ضد العنصرية: "ماشي عنصرية خاوة خاوة" البلاد - حليمة هلالي - عاد الجزائريون ليضربوا موعدا مع المظاهرات المليونية وهذه المرة بلغت الجمعة التاسعة على التوالي، فخلال الساعات الأولى من الصباح، احتشد مئات المواطنين بالاعلام الوطنية امام ساحة البريد المركزي واودان، وسط تواجد أمني مكثف، لكن عكس الأسبوع الماضي، لم يتم منع المتظاهرين من احتلال السلالم الشهيرة. ورفع المحتجون شعارات تدعو لرحيل B2 المتبقية بعد رحيل رئيس المجلس الدستوري طيب بلعيز. كما واصل المتظاهرون رفع شعارات متميزة تدعوا للالتفاف على الجيش وعلى مطالب الشعب. وبعد مرور أزيد من تسعة أسابيع، حقق الجزائريون نصف مطالبهم ولعل الاولى منها إسقاط الانتخابات الرئاسية التى كانت مبرمجة يوم 18 افريل كما تم إسقاط المرشح المرفوض الذي أدى لخروج الشعب على بكرة ابيهم والمتمثل في عبد العزيز بوتفليقة الذي كان ينوى الترشح لعهدة خامسة بعد 20 سنة من الحكم وتلت ذلك سقوط أويحيى وحكومته. كما سقط عدد من رجال المال المشبوه، ليصل سيف الشعب لإسقاط الطيب بلعيز، رئيس المجلس الدستوري، لكن مطلب الشعب لا يزال باقيا بطرد كل وجوه النظام وعلى رأسها الحكومة الحالية الممثلة بالوزير الاول نور الدين بدوى وكل الوزراء معه.
غلق منافذ العاصمة وصعوبة الولوج إليها لم يمنع توافد المتظاهرين
على غرار الأسبوع الماضي، وجد الراغبون في الدخول إلى العاصمة صعوبات كبيرة، بسبب الحواجز الأمنية المنصبة بداية من البويرة وحتى مداخل العاصمة. وكانت مصالح الامن قد أطلقت هذا الإجراء منذ مساء أمس الاول، قبل أن يعود مجددا صباح امس. وأغلقت مصالح الأمن النفق الجامعي تفاديا لحدوث أي انزلاقات عنيفة مثلما حدث الاسبوع الماضي. ورغم الإجراءات الامنية المشددة، إلا أن المتظاهرين كسروا حاجز الخوف، خاصة وأن نائب وزير الدفاع الوطني اعطى أوامر بحماية المتظاهرين والمسيرات وحذر من العنف أو الاعتداء على المواطنين وهذا زاد المواطنين ثقة في جيشهم وترجمته الشعارات التى تؤكد أن "الشعب والجيش خوة خوة". كما حمل المتظاهرون شعارات منها "الجيش الوطني الشعبي حامي الشعب".
شعارات طريفة في الجمعة التاسعة لإسقاط B3 المتبقية تشهد ربوع الجمهورية في الجمعة التاسعة من الحراك الشعبي نفس المطالب المتمثلة في رحيل رموز النظام البوتفليقي وفي مقدمتهم رئيس الدولة والوزير الاول عبد القادر بن صالح ولم يرض الشعب بالمشاورات التي أطلقها بن صالح واعتبرت استفزازا جديدا من السلطة ورأى الرأي العام أن هذه الأخيرة ماضية في تنفيذ أجندتها بتنظيم الرئاسيات يوم 4 جويلية، مكتفية بإسقاط الطيب بلعيز واستخلافه بكمال فنيش لامتصاص غضب الشارع. ورفع الشعب شعارات مختلفة منها "ديڤاج" وكتب ايضا المتظاهرون شعار "خطاباتكم ومشاوراتكم لا تعنينا تتنحاو ڤاع"، "كلنا مع إسقاط B3" ويتعلق الامر ببن صالح وبدوي كذا بوشارب. ودعا الشعب إلى الوحدة والتمسك بالوطنية ورفع شعار "شعب واحد، وطن واحد، مصير واحد"، مؤكدين أن الشعب تحلى بالوعي ولا لسياسة التفريق. كما علق العاصميون لافتات كبيرة معلقة فوق إحدى العمارات مكتوب عليها "إذا رأيت الظالم مستمر في ظلمه فاعرف أن نهايته محتومة وإذا رأيت المظلوم مستمر في كفاحه فاعرف أن نصره محتوم". وزين المتظاهرون المسيرات السلمية بالاعلام الوطنية ككل جمعة وردد المتظاهرون هتافات بعد خروجهم من المساجد ضد حكومة الباءات وكذا شعار "البلاد بلادنا ونديرو راينا" التي زلزلت الحراك. وتطورت الشعارات وحتى الهتافات من هزلية تارة وجادة تارة أخرى منذ انطلاق الحراك الشعبي وأصبحت تنصب كلها في رحيل النظام البوتفليقي. كما ردد المتظاهرون شعارات ضد العنصرية مثل "ماشي عنصرية خاوة خاوة" وهذا ردا على دعاة التفرقة العنصرية من خلال مظاهرات يوم الجمعة 19 أفريل وتجمع مئات الجزائريين أمام مقر البريد المركزي، مرددين شعارات ضد التفرقة ردا على الحملة التي راجت عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي تقسم المجتمع الى عرب وأمازيغ.
"سلمية سلمية" متطوعون يطلقون مبادرة السترات البرتقالية يواصل الجزائريون إعطائهم دروسا في السلمية وفي النصر للشعوب العربية وحتى للعالم وأبهر بحراكه الشعبي ضد النظام ورموزه كل من رام الهمجية والعنف له وبرهن للجمعة التاسعة على التوالى أن الرسالة الوحيدة هي المحافظة على أمن الوطن ومحاسبة كل من تسول له نفسه نهب مال أو غرس أي فكرة تهدد مصيره فملايين من أبناء الوطن خرجوا امس، لاستكمال طريقهم الذي بدأوه منذ 22 فيفري الماضي وهذه المرة لاجتثاث كل وجه يمثل العصابة وطرده بطريقة حضرية. وفي هذا الصدد، أطلق حوالي 200 شاب متطوع مبادرة "السترات البرتقالية" لحماية المظاهرات من محاولات جرها للعنف وللحفاظ على سلميتها. وجاءت مهمة الشباب تنظيم المسيرات حتى لا تقع صدامات بين المتظاهرين السلميين وقوات الأمن. كما أن التنظيم سيكشف المندسين بين المتظاهريين الذين يحاولون كسر السلمية أو إثارة الشغب وإحداث الفوضى، مثلنا حدث الأسبوع الماضي، حيث قام مجموعة من المندسين بحرق سيارات الشرطة والاعتداء عليهم، ما تسبب في جرح عدد كبير منهم.
أيقونة الثورة جميلة بوحيرد تساند الحراك وتقف مع الشعب شاركت أيقونة الثورة الجزائرية، جميلة بوحيرد، في الجمعة التاسعة، مؤكدة أنها تقف بذلك مع مطالب الشعب ضد النظام الفاسد مثلما وقفت أمس ضد الاستعار الغاشم وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، صور تؤرخ لبوحيرد خروجها للمسيرة بشارع ديدوش مراد ومنذ 22 فيفري الى غاية يوم الجمعة 19 أفريل، تشارك الثائرة بوحيرد في الحراك الشعبي.
طبق الكسكسي يدخل ضمن رموز الحراك الشعبي سارعت العائلات الجزائرية لتقدم المتظاهرين ككل جمعة من أيام الحراك، طبق الكسكس والمياه مجانا، خاصة وأن المحلات مغلقة. وحسب العائلات، فإن تقديم الطعام هو عبارة عن صدقة لعابري السبيل وللقادمين من بعيد واصبح الكسكسي رمزا من رموز الحراك يجمع المتظاهرين على قصعة واحدة كنوع من التآزر الاجتماعي بين أبناء الشعب الواحد.