قال تقرير أعدته هيئة مراقبة الحدود الأوروبية إن عدد المهاجرين السريين إلى إقليم الأندلس بجنوب إسبانيا عرف نموا بواقع 21 بالمائة في الستة أشهر أولى من هذه السنة مقارنة بالفترة نفسها في العام الماضي. وعزا تقرير منظمة ''فرونتكس'' ومقرها بولونيا سبب نمو عدد المهاجرين السريين إلى ارتفاع وتيرة الهجرة من الجزائر نحو شبه الجزيرة الأيبيرية. وأوردت الهيئة أيضا أن الجزائر أصبحت الوجهة الجديد للهجرة نحو إسبانيا بعد تشديد الرقابة وكذا اتفاق الجانبين الإسباني والمغربي على تنظيم الهجرة، والاتفاق الإيطالي الليبي. وبمقابل ارتفاع عدد المهاجرين السريين من الشواطئ الجزائرية سجلت المنظمة أساسا تراجع نسبة المهاجرين نحو جزر الكناري ب61 بالمائة و63 بالمائة نحو سبتة ومليلية الواقعتين شمال المغرب. وأضاف التقرير أيضا أنه رغم ارتفاع عدد المهاجرين انطلاقا من السواحل الجزائرية فقد تم تسجيل انخفاض محسوس في إجمالي عدد المهاجرين نحو إسبانيا، حيث انخفض العدد إلى 7460شخصا في ستة أشهر الأولى من هذه السنة مقابل 9018في الفترة نفسها من العام الماضي . وقال التقرير إن تعزيز إجراءات الأمن والمراقبة في السواحل الموريتانية والصحراء الغربية وشمال المغرب جعل جماعات المافيا تتوجه للنشاط في الجزائر، متوقعا استمرار تدفق القوارب نحو الشواطئ الإسبانية إلى غاية نهاية السنة الجارية. وكشفت تقارير إعلامية مؤخرا عن مزيد من وصول القوارب إلى السواحل الإسبانية آخرها قارب يمحل 19شخصا جرى إنقاذه من قبل حرس السواحل، وقبله قامت باخرة مالطية بإنقاذ ركاب زروق على متنه 5 أشخاص. وتم الإبلاغ في الأشهر الأخيرة عن تسجيل عدة عمليات تدخل لإنقاذ المغامرين بحياتهم عبر قوارب الموت. وعادة ما تنتهي مغامراتهم في حالة النجاة بالإبعاد سريعا. وشددت مصالح حرس السواحل الجزائرية قدراتها في رصد القوارب بالتعاون مع مصالح الأمن الأخرى للحد من الظاهرة. فيما قامت إسبانيا بتعزيز دورياتها البحرية ووضعت نظام رصد بواسطة أنظمة رادار متطورة جدا لكشف السفن والقوارب المتسللة إلى شواطئ شبه الجزيرة الإيبيرية.