البلاد - رياض.خ - خلّفت تصريحات الرئيس المنتخب، عبد المجيد تبون، رسالة تفاؤلية في الطبقة السياسية، سواء التي شاركت في الاستحقاق الرئاسي، أو التي جنحت إلى المقاطعة. وشجع موقف تبون بوضع خارطة طريقة جديدة للحياة السياسية، وذلك بفتح حوار جدي مع الحراك، ومد يده لأقطابه، لإعادة جسور الحوار، العديد من السياسيين الذين تجاوبوا مع تصريحاته، وسارعت جبهة العدالة والتنمية، إلى تجاوب ضمني مع خطاب تبون، مؤكدة في بيان تحوز "البلاد" نسخة منه، أنها تدعو إلى فتح حوار شامل وسيد حول الإصلاحات اللازمة والشروط المختلفة لحماية الإرادة الشعبية. وأضاف بيان حزب جاب الله، أنها تتمسك بالمسار السياسي المناصر للحراك الشعبي ومطالبه المشروعة. وقال الحزب المقاطع للانتخابات، إنه حان الوقت للتوقف عن سياسة فرض الأمر الواقع والابتعاد عن ممارسات الالتفاف على المطالب المشروعة التي طبعت المرحلة السابقة. وواصل بيان الجبهة، أن المرحلة القادمة تستدعي إعادة الأمل في الفعل السياسي والتغيير السلمي والانتقال السلس للسلطة. وأشار البيان ذاته، إلى أن ما ينشده الجميع هو كل ما يوحد الشعب الجزائري، ويبعث الاستقرار والابتعاد عن الفرقة. من جهتها، لم تتخلف جبهة القوى الاشتراكية عن الترحيب بالحوار، الذي دعا إليه الرئيس المنتخب في هندسة طبقة سياسية جديدة، وأن يكون رئيسا جامعا للسياسيين، بعيدا عن أي ميول حزبية. وقال الأفافاس، في أول رد فعل إزاءه، أنه يدعو عبر تهيئة مناخ من التهدئة للتشاور والحوار، ملتمسا من الرئيس المنتخب إطلاق سراح معتقلي وسجناء الحراك، والدعوة إلى احترام حريات التعبير والتظاهر والاجتماع، وهو ما جاء في الخطوط العريضة للرئيس، في أول مؤتمر صحفي، مؤكدا أن يده ممدودة للجميع. الأفافاس وضع شروطا لقبوله الحوار، في مقدمتها التبني المشترك لجدول الأعمال، واختيار المشاركين والطبيعة السيادية والشفافة للحوار، كما التمس الاعتماد بالإجماع برنامج الخروج من الأزمة، بالإضافة إلى التزام الأطراف فيه بتنفيذه في المواعيد المحددة. كما لم يتوان حزب الأفافاس عن إرسال إشارات تحذير من محاولة تنظيم حوار غير جدي، الهدف منه المصادقة على خريطة الطريق المحددة سلفا مع مشاركين على مقاس من اختيار السلطة. وبرأي ملاحظين، فإن الرئيس المنتخب، عبد المجيد تبون، الذي راهن على المجتمع المدني، كونه أصبح هو القاطرة في المشهد السياسي الجزائري، أبدى عدم اهتمامه بتأسيس حزب سياسي، ما يفهم أنه سيترك الحياة السياسية مفتوحة، على أن يكون الرئيس الجامع للجزائريين للخروج من الأزمة السياسية الراهنة.